المكتبةلجنة الدبلوماسيةنشاطات

منال محمد: “زيارةُ الوفد النسائي جاءت تلبيةً للدعوة الرسميّة”

من  أجل التعريف بعمل المرأة في شمال وشرق سوريا زار و بدعوة رسميّة وفدٌ  نسائي من شمال وشرق سوريا إقليم  الباسك،  وفي نفس السياق من أجل توثيق العلاقات الدبلوماسيّة و تقويتها مع الحركات النسائيّة في الإقليم.

في ال 30 من شهر تشرين الثاني من العام 2021، بدأ الوفد بالزيارات و استمرت تلك الزيارات حتى ال20من شهر كانون الأول من العام ذاته. و كان الوفد النسائي يتألف من الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة و الفن في إقليم الجزيرة، و عضوة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطيّة في مؤتمر ستار منال محمد، و رئيسة ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا ناريمان عفدكي.

خلال الزيارة التي قام الوفد النسائي تم اللقاء مع برلمان نافارا، و منسقيّة حقوق الإنسان، المساواة، العدالة، برلمان إقليم الباسك، مجلس بلدية دورانكوا، الحركات النسائيّة في المنطقة.

حول سياق زيارة الوفد النسائي من شمال وشرق سوريا لإقليم الباسك؛ تحدثت منال محمد عضوة لجنة العلاقات و الاتفاقيات الديمقراطيّة  لمؤتمر ستار ـ غرب كردستان، عن الزيارة التي قام بها الوفد.

“انتصاراتٌ المرأة في ثورة روجافا هي دوافعٌ تشجيعيّة”

جاءت زيارة الوفد النسائي لشمال وشرق سوريا لإقليم الباسك بناءً على  الدعوة الرسميّة من قبل إقليم الباسك. و قد زرنا كلاً  من بلدية دورانكوا، منظمة سواري، و برلمان إقليم الباسك. و ألتقينا ببرلمان نافارا، و منظمة حقوق الإنسان، العدالة، برلمان إقليم الباسك، مجلس مدينة  دورانكوا، والحركات النسائيّة في الإقليم. ففي الزيارات الأولى التي قمنا بها تم التعريف بالمنجزات في الإقليم و ما تم تحقيقه بعد الحرب، و بنفس الوقت التعريف بالإدارة الذاتيّة.  و هذه ليست المرة الأولى للزيارات حيث سبق و زار وفدٌ من الإقليم مناطق في شمال وشرق سوريا. و على هذا الأساس فإنّ بلدية دورانكوا و بلدية كوباني اللتان شهدتا نفس المأساة و المعاناة قبل التأسيس صارتا التوأمين في المعاناة و الانتصارات، و تقدم  لنا الكثير من الشكر من أجل الأعمال التي تقام و الانتصارات المحقّقة في المنطقة، و التعبير عن إعجابهم بالمنجزات، و بالأخص من قبل المرأة حيث تم الاعتراف بالإدراة الذاتيّة من قبل كتالونيا في الشهر التاسع من العام 2021،  فالمناطق في شمال وشرق سوريا شهدتْ الكثير من المنجزات و الانتصارات بطليعة و ريادة المرأة الكرديّة. و أساس أي إنجاز، أي انتصار هو بسبب الدعم و توثيق العلاقات الدبلوماسيّة من قبل المرأة. في 30/11/2021، قمنا  نحن الوفد النسائي لشمال و شرق سوريا بزيارة إقليم الباسك، و ألتقينا بالعديد من المنظّمات، البرلمانات، البلديات. حيث أنّ مؤتمر ستار و منذ مدة طويل يعمل من أجل توطيد العلاقات الدبلوماسيّة مع كافة الأطراف. فكل هذه الأعمال التي يقوم بها مؤتمر ستار هو من أجل تقوية الصلات مع النساء في إقليم الباسك و مناطق شمال وشرق سوريا، من أجل  التطوير للمستقبل. فالشيء الملفت للنظر هو أنّ الشعب والنساء في تلك المنطقة أعجبوا بالمرأة المقاومة التي تعيش في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث أنّ تلك المنطقة عاشت ظروف الحرب بشتى أنواعها، لذلك  هم من متابعي و مساندي الثورة في غرب كردستان، لأنّ الدولة الإسبانيّة غزت المنطقة في ثلاثينات القرن الماضي،  و خلال هذا الغزو حُرّمَ الشعب من أبسط حقوقه. فهم  يريدون معرفة كيفية تنظيم المرأة في كافة ساحات العمل من الناحيّة السياسيّة، العسكريّة، التنظيميّة، و الإداريّة، فالمرأة ضمن الإدارة الذاتيّة تدير نفسها و مجتمعها في آنٍ معاً.

“ثورتنا تُعرّف بثورة المرأة”

لأنّ ثورتنا تُعرّف بثورة المرأة، و بالأخص مدينة  كوباني التي قاومت،  بعدما شاهدت الكثير من المعارك، و لفتت أنظار العالم أجمع،  فهجوم الدولة  التركيّة على المنطقة دوت صداها بأفعالها اللإنسانيّة.  من خلال تلك الزيارة التي تمت في العام 2018،  تم الوصول لاتفاق من أجل الاعتراف بكوباني و بلدية دورانكوا على أنّهما التوأمان، لأنّهما شهدا نفس المعاناة و الويلات.  بالإضافة إلى ذلك،  متابعة شعب و بلدة دورانكوا الثورة في شمال وشرق سوريا، التطورات التي تطرأ خلال الثورة، وضع الشعب،  المرأة، النضال في الثورات و بخاصة نضال المرأة، و مساندة الثورات في وجه المحتل. و قد تطرقنا ضمن النقاشات التي دارت بيننا خلال الزيارة إلى توثيق العلاقات، و دور المرأة في الحروب و الصراعات،  الاستفادة من  تجربة المرأة في الثورة و  الثورة في شمال وشرق سوريا، و مساعدة الشعب الذي يعاني ضمن  ظروف الحرب. و الجدير بالذكر أنّ الإقليم يمتلك أنظمة مشابهة لشمال وشرق سوريا، حيث أنّ للمرأة مؤسسات و تنظيمات تعمل ضمنها و تحمي ذاتها و حقوقها فيها، بالإضافة إلى ذلك، تم التشديد على ضرورة العمل المشترك بين الإقليميين بعد معرفة الكثير عن المنطقة. و بخاصة أنّ الوفد الزائر لإقليم الباسك كان على مستوى شمال وشرق سوريا.

فالمرأة أيضاً لها مكانة في الإقليم، و الشيء الذي لفت انتباه  وزيرة العدالة؛ بأنّ النساء في مناطق شمال وشرق سوريا يعملن بأنفسهن، كما و تم التعريف بحركة المساواة و العدالة التي تأسست منذ ثمانيّة أشهر، والتعريف بالإدارة الذاتيّة، التعرّف على نظام الإدارة الذاتية و الرئاسة المشتركة، و آلية العمل ضمنها، من أجل تطبيق هذا النظام في بلادهم، بشكل عادل و مساوٍ لكلا الطرفين. و الجدير بالذكر؛  بأنّنا زرنا كاتالونيا، و ألتقينا بالبرلمان الكاتالوني، و الحركات النسائيّة في كاتالونيا.  وكذلك زرنا مدريد و اللجان، و الحركات النسائيّة  التي تعمل من أجل النساء في غرب كردستان، لجنة (المرأة تحمي روجافا) لأنّهم ساندوا الثورة في شمال شرق سوريا ضد الاحتلال، و بخاصة بعد هجوم الدولة التركيّة على رأس العين و تل أبيض، فكان هناك مساندة و دعم كبيرين من قبل هذه اللجان التي تلعب المرأة فيها الدور الكبير. حيث أنّ كل العالم ساند الثورة في شمال وشرق سوريا.

“كانت زياراتنا مثمرة و مرحبٌ بها”

عند زيارتنا لإقليم الباسك تم الترحيب بنا، و بخاصة أنّ الوفد كان يتألف من النساء، حيث عبروا عن سعادتهم لهذه الزيارة بالإضافة إلى أنّ المرأة هي التي ساهمت في تحقيق الكثير من المنجزات ضمن الثورة. فضمن الزيارة تم عرض فيلم بروين و رودي الذي كان أساساً كتابٌ يتكلم عن كوباني و مقاومة كوباني. و مع عرض الفليم  تأثر الجميع لأنهم عاشوا نفس المأساة و الوضع، إلّا أنّهم تحرروا من تلك الظروف بفضل المقاومة التي أبدوها و بدؤوا مرحلة التأسيس، و شعب  مناطق شمال وشرق سوريا لا يزال يعيش الثورة. كما و طالبوا بزيارة شمال وشرق سوريا مرةً أخرى. حيث أنّ وفدٌ من إقليم الباسك زار شمال وشرق سوريا في العام 2018، و كل هذا من أجل الاستناد على عمل المرأة الكرديّة في الثورة، التعرّف على الثورة و الواقع المعاش ضمن الثورة، و دور النساء بشكلٍ عام في هذه الثورة. كيف تنظّم ذاتها و تعمل من أجل خدمة شعبها و وطنها. و الشيء الذي لفت انتباههم هو أنّ المرأة لا تعمل فقط من أجل ذاتها، بل وفي نفس الوقت تدرّب الرجل و تعلّمه، و بالرغم من أنّ نظام العمل في إقليم الباسك و بلدياتها هو على هيكليّة ديمقراطيّة إلّا أنهم تقربوا للتعرف بشكل أعمق عن أسلوب وآلية سير العمل في مناطق شمال وشرق سوريا، و بنفس الوقت عبروا عن رغبتهم في زيارة مناطق الإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا. لنقل هذه الصورة إلى بلدهم.

الحافز الأكبر لتعرّف العالم أجمع لنا و لإدراتنا الذاتيّة هو الدور الجلي  الذي لعبته و ما تزال تلعبه المرأة ضمن الثورة، رغماً عن استمرار كافة أشكال الظلم و الثورة. إلّا أنّ الشعب عامةً و المرأة خاصة الكل يعمل من أجل الوطن وفي ظل الإدارة الذاتيّة.

و كلجنة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطيّة نسعى إلى توسيع العلاقات على مستوى سوريا، الشرق الأوسط، و العالم أجمع. بالإضافة إلى الانضمام إلى المبادرات النسائيّة التي تسعى للعمل من أجل كل امرأة أينما كانت و أينما تناضل، في سبيل الوصول إلى الحريّة.

زر الذهاب إلى الأعلى