المكتبةمقابلة

جيان حسين: ذكرى يوم نصر كوباني ، بشرى لتحرير سجن غويران

تحدثت عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، جيان حسين، لموقعنا حول الأوضاع الراهنة التي تدور في سجن الصناعة، في مدينة الحسكة.  و قالت يوم السادس و العشرين هو يوم نصر و تحرير كوباني، و ربما يكون يوم بشرى نصر قواتنا على تنظيم داعش.

بدايةً بإمكاننا القول وذكر الأحداث الأخيرة التي جرت في مدينة الحسكة وبخاصة الهجوم الذي قام به التنظيم الإرهابي داعش بتاريخ 20/1/2022، على سجن الصناعة في حي غويران في مدينة الحسكة،  بأنّ هذا اليوم و التاريخ هو التاريخ الذي يصادف هجمات الدولة التركيّة على مدينة عفرين،  و إنّ تعمد العدو لاختيار هذه التواريخ  والقيام بارتكاب هجمات مماثلة ليذكّر أبناء شعبنا بوجوده و إبقاء هذه التواريخ خالدة كمجدٍ له، و خاصةً  في هذا التاريخ الذي لم يكن بمحض  صدفةٍ، حينما قام عناصر داعش بالهجوم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة. ليس هذا بل إنّما  السجناء الذين كانوا موجودين في ذلك  السجن هم من عناصر  تنظيم داعش الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال حملة تحرير الباغوز، حيث كان يتواجد الآلاف من عناصر التنظيم داخل السجن منذ العام 2019، تمكنت الإدارة الذاتيّة في مناطق شمال وشرق سوريا إدارة ذاك السجن و حماية هؤلاء العناصر المعتقلين رغم الإمكانات والظروف التي كانت تمر بها المنطقة. فمن خلال بقاء عناصر التنظيم في السجن بقيت المناطق في شمال وشرق سوريا، و دول الجوار بالإضافة إلى ذلك، بقاء كافة العالم في مأمن من خطر ظهور التنظيم. الهجوم الذي وقع إثر العملية التي قام بها عناصر التنظيم في ذلك التاريخ بمساعدة أيادٍ داعمة لهم و استخباراتهم التي لم تكن من منطقة واحدة بل من عدة مناطق لكي يحرروا أسراهم. إنّ المقاومة الجليلة  و العظيمة التي أبدتها قواتنا في هذه الأيام الست لم تكن بالسهل،  فهؤلاء العناصر الذين كانوا متواجدين داخل السجن قاموا باستعصاء في ذلك اليوم لكي يفرّوا هاربين، حيث  قامت قواتنا  بحماية السجن داخلياً، و دخلت قوى الأمن الداخلي و قوات سوريا الديمقراطيّة من كافة المكونات و القوى في حالة التأهب والنفير العام من أجل حماية المنطقة من خطر عناصر التنظيم؛ و قاومت هذه القوى و لاتزال تقاوم حتى  الوقت الراهن.  كما  يجب ألّا ننسى، المقاومة العظيمة التي يبديها أهلنا في مدينة الحسكة الذين يحملون  السلاح ويتعاونون مع أبنائهم من أجل حماية الوطن، و مساندتهم لحماية أحياء المدينة، هذا الدعم و الحماية التي حمى بها الجميع الوطن و لم يترك العبء على كاهل القوات التي تتصدى لمثل هذا الهجوم كان له معناً و مغزىً كبيراً. ليس هذا و حسب، بل مشاركة الأمهات و النساء الشابات و حمل السلاح و التصدي يداً بيد في وجه العدو أعطى المقاتلين و المقاتلات معنوياتٍ عالية. بالرغم من وجود العديد من الخلايا النائمة ضمن المنطقة و التي أرادت السيطرة على المنطقة و زرع الخوف والهلع في قلوب الشعب، رأت قوى الأمن الداخلي ضرورة القيام بواجبها لكي تحمي الأحياء السكنيّة في منطقة الحسكة، و لم تقف عند هذا الحد، بل رأت من الضروري أيضاً، فرض حظرٍ كليّ على مدينة الحسكة كي يبقى أهلنا في مدينة الحسكة بخيرٍ وسلام, و سد الطريق أمام هؤلاء المرتزقة، حتى لا ينتشروا في مناطق أخرى ضمن الإقليم، تلك المناطق التي حُرّرت وبقيت آمنة بفضل تعب ودماء شهدائنا، الذين رووا تراب الوطن بدمائهم كي ينعم أهل الوطن بالخير، و يجب أنْ نذكر أنّ العدو يهاجم في الكثير من الأحيان مناطقنا الآهلة بالسكان، ولكن هذه المناطق تبقى آمنة وصامدة بفضل إرادة و إصرار قواتنا، الذين يحمون هذا الوطن ليل نهار. بسبب أسر عناصر التنظيم العاملين في السجن و احتجازهم كرهائن و وجود الأطفال الصغار أطفال عناصر التنظيم، الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال12 حتى ال 17، الذين يقال لهم “أشبال الخلافة”  قام عناصر التنظيم باستخدامهم كدروع بشريّة ضد قواتنا كي لا يتقدمون عليهم، و لكن قوى الأمن الداخلي و قوات سوريا الديمقراطيّة تقدمت خطوةً بخطوة و أفشلت مخططات التنظيم مع أخذ التدابير اللازمة كي لا يمس هؤلاء الأسرى الذين اتخذتهم عناصر التنظيم كدروع بشريّة لهم أي أذى. مع استسلام عدد منهم لقواتنا كان هذا ما معناه المقاومة الكبيرة لقواتنا في شمال وشرق سوريا، حيث أنّ هذا الانتصار هو انتصار الشعب، و بالرغم من إدلاء البيانات من قبل بعض الدول بصدد ما جرى في مدينة الحسكة،  و مساندة العديد من القوى لقواتنا إلّا أنّ من قاوم و دافع عن هذه الأرض هم أبطال شعب روجافا، ومناطق شمال وشرق سوريا، من  أبنائها المقاتلين من كافة المكونات والمناطق. لم يكن هناك فرقٌ و اختلاف بين كردي عربي وسرياني و غيرهم من الشعوب. بل رأى الجميع الضرورة القصوى لحماية الوطن، و نقول أيضاً ونعيدها مراراً و تكراراً؛ إنّ إيماننا بقواتنا لقويٌّ ، و أملنا في قواتنا، و سنعقد و قواتنا حلقات الدبكة الحرّة في مدينة الحسكة مرةً أخرى. نعم نعلم أنّنا ضحينا بالكثير من أجل تحرير الوطن، ولكن مهر الوطن غالي، ربما يكون هناك جرحى حرب، شهداء ضحوا بأنفسهم كي ينعم أهل وطنهم بالخير و تسقى أرض الوطن بدمائهم إلّا أنّ الوطن يحرر، نجدد عهدنا ونبارك تضحيات قواتنا. تاريخ 26/1/2015 كان اليوم الذي تم فيه تحرير مدينة كوباني من خطر عناصر تنظيم داعش، في هذه المناسبة و الذكرى السابعة لتحرير مدينة كوباني من داعش، ربما يكون يوم البشرى التي  يتحرر فيها  حي غويران و ليس حي غويران فقط، بل مدينة الحسكة بأكملها، ويتم تحرير الشعب الكردي والشعوب التي تعيش في المنطقة من هؤلاء المرتزقة و خلاص شعوب العالم أجمع منهم، المقاومة ستبقى و النصر سيكون حليف قوات سوريا الديمقراطيّة و قوى الأمن الداخلي الذين يعملون ليل نهار من أجل حماية الوطن والشعب. و كما نبارك هذا النصر على قواتنا جميعاً و على أهالي مدينة الحسكة الذين ساندوا ودعموا قوات سوريا الديمقراطيّة و قوى الأمن الداخلي لكي تتمكن قواتنا من تطهير المنطقة من هؤلاء المرتزقة.  نهايةً نبارك هذا النصر على كافة قواتنا وشعبنا، و نتمنى الشفاء العاجل لجرحانا، و الرحمة لشهدائنا, و نقول عاشت مقاومة قواتنا و شعبنا.

زر الذهاب إلى الأعلى