الأخبارالمكتبة

رسالة الرفيقة الشهيدة سماء يوجا إلى القائد أبو خالق النضالات الاجتماعية في عصرنا

سماء يوجا

أدركت حقيقة ما مع وصول النضال إلى هذا المستوى ونتيجة لاتساع رقعة التنظيم في ساحتنا إنه من المستحيل أن تكون لامرأة ساعية على تحقيق التحرر أن تستمد معنوياتها من مصدرين يعتبران كخيارين للحياة، كما يستحيل وجود شمسين في قبة السماء. ففي الردهات التي كنت أسطّر فيها هذه الكلمات، شعرت وكأنني اجتزت كافة العقبات واتضح لي أكثر من أي وقت أن القائد آبو هو المصدر الوحيد الذي أنهل منه المعنويات و الحياة. هذا ما تقتضيه المرحلة الراهنة، والتي هي من إحدى نتاجات القائد عبد الله أوجلان الذي أوصل بالنضال إلى مرحلة لا يعرف التراجع بعد أن لم جميع الآلأم، وصبر و أصر و انتقم من المجتمع المستهلك بدء من الشخصية. وسار فيه بكل تأنٍ وعزم وصبر لا يضاهيه حتى صبر الأنبياء.
يحاول العدو في المرحلة الراهنة إعاقة مسيرتنا الإنسانية العظيمة. حيث يفرض قائد أركان الجيش التركي الإبادة على نضالنا بتسيير سياسة الضمور عليها. نعلم جيداً بأنه تم تحضير هذا التكتيك في المركز الإمبريالي، وتطبقها القوات التركية الغاصبة بمساندة من الخيانة الداخلية والقوى الرجعية في المنطقة، فجوهر هذا التكتيك التي رضيت لنفسها كأرضية اجتماعية، واعتماداً على العملاء الكرد وامتداد جذورها إلى صفوفنا، مستهدفة المسيرة الإنسانية لمنطقة من مزوبوتاميا والتي تشكل مهد الحضارة الإنسانية. وبالتالي تحديد النطاق و تضييقها، والعمل على تمزيق قلب وذهنية الإنسان الكردي سواء في كردستان أو المدن و الجبال. طبعاً حقيقة الكرد المقيدة ومستواه الاجتماعي المتخلف هما من العوامل الأساسية الذي يعتمد عليه هذا التكتيك. يريد العدو أن يجعل من الكردي قوم لوط في هذا العصر واستهلاكهم و استسلامهم بوسيلتي التجويع و الجنس. لذا يقوم بتفريغ الوطن من أهله ونقلهم بالسفن إلى مراكزهم وتهجيرهم وتجميعهم في هوامش المدن، ليجمعوا فتات الخبز من على طرقاتها وبين القاذورات. يريدون تربيتهم عن طريق التجويع و بها استهلاك الشباب تحت نير وطأة الحياة الحرة لشعبنا المهجر في زاب وأرتوش ونينوى، نجد أن العدو في محاولة لتفريغ هذه المحاولة وذلك عبر فرض سياسة التجريد والإبادة عليهم. بلا شك الهدف الذي يرمون إليه من هذه السياسة هو ترك الشعب الكردي وجهاً لوجه قبول الحياة الدنيئة دون أن يترك له خيار بديل. يمنح الإمكانات ويتبع سياسات مختلفة عبر تطبيق الخطط المرسومة من قبل الوحدات الاستخباراتية الإمبريالية، وذلك في سبيل عزل الكريلا عن الشعب باعتبارهم يشكلون ضمانة الحرية ليس هذا وحسب بل ويحاولون إسقاط الصفة الطليعية التي تتمتع بها، وجعله طرفا مضاداً للشعب من خلال إفراغه من مضمونها. كما ثمة مساعي من قبيل سد السبيل المؤدي إلى السلطة الوطنية عبر استخدم القوى العملية إذ يأتي الحزب الديمقراطي الكردستاني على رأس تلك الأحزاب، وذلك من أجل إنشاء منطقة كردية خاصة لمراقبتهم، وبالتالي تضييق الخناق حول حركة ميديا العصرية التي تشكل أمل كافة شعوب المنطقة. يتم العمل على قدم وساق من أجل خنق الحملة التي بدأناها من جنوب كردستان الهادفة للوصول إلى السلطة الوطنية، وتعزيز الأخوة بين الشعوب التي بدأناها من جبال الأناضول، والتي نرجو منها أن تصبح ملتقى الشعوب والثقافات تحت راية ميراث الثورة التي لا تنفك وتتسع رقعتها.
فمن جهة يتبع العدو سياسة التأديب في السجون وفق ما يخدمه. ويستهدف حركة الضمور إلى إخماد نور الحياة الذي أنارها لنا مظلوم، خيري، كمال، رباعي تموز، وإعلاء الجدران لتمزيق قلوب وذهنية الفرد، لكي لا يلتقوا بنيران الكفاح المشتعل على ذرى جبال كردستان الشماء، وتحويل سلاح حزبنا التحليلي سلاح مضاد له وحصره في بوتقة إيديولوجيته وثقافته، وتجزئته حتى النخاع، رامياً بذلك لدفع آلاف الذين تم زجهم في غياهب السجون إلى استهلاك أنفسهم بأنفسهم، ولإجبارهم على فسخ كافة القيم التي ينهلون منها المعنويات، وتركهم وجهاً لوجه أمام خيار واحد وهو العمالة والاستسلام. إذ يجعل المرأة والرجل التقليدي مصدر القوة لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها. هذا السلاح الفتاك الذي يستند عليه الاستعمار لتمديد فترة بقائه على قيد الحياة واستمرارها. و نظراً لأنه على دراية تامة بأنه على وشك الانهيار، ويحاول استعادة فتوته من أصحاب الميول الجنسية الفظة المفاهيم السياسية والتنظيمية المتسلطة. لكن نضالنا المتواصل تحت ريادة القائد آبو وجيش شهدائنا البررة، نجح في كشف أوراق هذه السياسة مبكراً، وقاموا بتحليلها، وجعلوها ملكاً للشعب.

قائدي بناء على الأسس التي ذكرتها، أود إمداد ذهني وقلبي وجسدي مثل جسر ناري ليوثق صلة الوصل مابين الثامن من آذار والواحد والعشرين من الشهر نفسه، ولكي أحمل وسام الشرف أرغب في أن أكون تلميذة جيدة للرفيق مظلوم دوغان (كاوا العصر وجميع الشهداء الآخرين الذين أضرموا النار بأجسادهم من أمثال زكية و رهشان اللتان أصبحتا نوروزاً مثل بيريفان ورو ناهي وميرزا محمد وأثر.أسباب قيامي بتتويج إيماني بقوة الحياة المفعمة لدى المرأة وقوتها في الانتصار و رفاقيتها عن طريق إجراء علمية أصيلة، ورغبتي في الصراخ لأعلن من خلاله أنه باستطاعتي إنقاذ الأصالة من كل تصريفها التقليدية، وأن أحقق في نفسي خلود الإنسان العظيم بدلاً من الآمال البسيطة. فكرت ملياً على عمليات الشهداء الذين أتخذهم قدوة لنفسي وأساتذة نبلاء في كل لحظة سرت على منارة ميراث الثورة والاحتراق فيها، وبحثت كثيراً عن مصدر هذا السر. ريثما استنتجت في نهايتها، أن الذي تجاوز ذاته فقط هو القادر على القيام بمثل هذه العمليات. وخضت صراعاً داخلياً مميتاً ريثما اتخذت هذا القرار. رأيت في ذاتي وبشكل واضح للعيان ولأخر مرة كافة أنواع الضعف البشري وقوته المعبرة وقمت على إخفاقهم في نفسي، طبعاً توقي للحياة الحرة وإلى المرأة الحرة هما اللذان أمراني بذلك أني أفهم الآن أكثر من أي وقت مضى معنى أن أصبح رماداً في نيران الشوق والعهد الذي عاهدته بحسم على مدى ارتباطي بالقائد أبو، وكيفية خلق وتجديد شخصيتي من هذا الرماد. تعتبرYAJK (اتحاد المرأة الحرة الكردستانية )سلاح تحزب المرأة، وأهم مصدر استمدت منه القوة في اتخاذ قرار خلق الحياة في نفسي أن YAJKهدية من الهدايا التي أهداها القائد أبو لنا،و تعبير عن صداقته مع النساء الكردستانيات،وأنا مؤمنة من أنه سيصبح المساند الأكبر لتمأسسه واتساع وتعمق هذا الإبداع. لذا فإنّ تقوية وتطوير ذاتك مهمة أساسية من المهام التي تقع على كاهل النساء الكرديات ولاسيما المنطقة.
قائدي أردت أن أعلن ارتباطي بوصية الرفيقة زيلان (آلهة النصر) وأردت بالجواب على عمليتها العظيمة ليس بالجوهر فقط بل من حيث الشكل أيضاً. لكن شروط السجن تمنعني من القيام بذلك على أكمل وجه. يمكن الالتقاء بقلوب آلاف الأطفال الأبرياء المتظاهرين في نوروز، من خلال تنفيذ تلك الوصية. إن توقي للحرية كبير جداً ولتحويل هذا التوق إلى قوة للحياة أقدم وجودي الذي هو ملكي الوحيد إهداء للقائد آبو فالنساء هن شرارات رماد نيران الكرد، و التي ستتمكن من خلق نفسها مجدداً من شرارة هذا الرماد ستنسج كردستان الحرة. علماً بأنّ هذا أيضاً لم يكن كافياً ليغدو جواباًَ كافي للقائد أبو، لكي أضحي جواباً لابد من غسل كل القلوب المعتمة بالنيران، أملك القدرة فقط على إهداء قلبي.
عندما أغدو نوروزاً، أبين مرة أخرى إهدائي لذهني وقلبي وجسدي وكل خلاياي التي تعلمت من هذه الفلسفة، مجددة عهدي بالارتباط.

معرفة تاريخ كردستان، هو استخلاص العبر والدروس الصحيحة منها بناء على ذلك فان مهمة كل فرد كردي هو استيعاب حقيقة حزب العمال الكردستاني. في الوقت الذي نلقي فيه الضوء على تاريخنا، سيبدو لنا واضحاً حقيقة المقاومة المجزأة والبعيد عن التنظيم، أما الخيانة فعلى العكس من ذلك نجدها أكثر قوة وتنظيماً، ويعود سبب ذلك إلى افتقار الكرد للوحدة. إن التنظيم الوحيد الذي قام بتبديد الظلام الذي أسدل على تاريخنا، نجح في تحويله على الضد PKK وذلك بقيادة القائد أبو أننا اليوم وكشعب نمر بمرحلة متأزمة أكثر من أي وقت مضى، وأرادوا كما عملوا سابقاً على تجزئة كافة الانتفاضات والعصيانات الكردية من داخلها وخنقها، يحاول إعادة الكرة ضمن صفوف PKK أيضاً، حيث قام بذلك ممن خلال جذب كل قائد منتفض خائن إلى جانبه، واليوم أيضاً نجده في محاولة لفرض نفس الشيء على مقاومتنا العصرية أيضاً وذلك بتقديم العمالة الكردية وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكردستاني كخيار للشعب، لذا يقوم بتأسيس مراكز قوى عميلة داخل PKK نفسه، وذلك بمساندة من الحزب المذكور أعلاه. أتبعت كافة أنواع السياسات، لإعاقة وخنق النضال المستهدف لإقامة الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يبذل القائد أبو جهود حثيثة لتحقيقه ذلك منذ سنوات عديدة. ولتنفيذ مأربهم يتبعون سياسة التهجير والتجويع على الكرد عبر استخدام أساليب مختلفة، وذلك لإبعادها عن النضال. لكن ورغم كل العوائق المزروعة يقول القائد أبو بصدد الخيانة البر زانية و الرجعية العالمية، ويحفز ها للاستمرار في الدفاع عن أمالنا وتوقنا للحرية.على المرء الكردي إدارك واستيعاب المرحلة التي نمر بها والانضمام لهذا الحزب، فلا الفقر ولا التهجير يمنعنا من المسير. والدليل القاطع على ذلك الانتفاضات الجمة التي قام بها الشعب الكردي الوطني في نوروز هذا العام، وعلى الذين انتفضوا السمو بجهودهم، أما الصامتين عليهم ضم أصواتهم للمنتفضين. على كل عائلة كردية أن تتحول على إلى قاعدة للكريلا. علينا أن لا ننسى أننا كأمة سنحت لنا الفرصة ولأول مرة، فلننتهز الفرصة، وبعكس ذلك فإننا وبدون شك سنصبح حثالة التاريخ و الإنسانية، وسنصبح آلة تافهة يستخدمها كل من أراد، فلنجتمع تحت شعلة الحرية المتقدة التي حملها القائد أبو، بصغرها وكبيرنا من أجل الرقي لمكانة مشرقة ومرموقة، والعيش بكرامة ضمن العائلة الإنسانية.
لنبدأ من أنفسنا بحملة العودة للوطن، من أجل الالتقاء المشرف والمبني على أسس الأخوة والحرية مع شعوب المنطقة والأناضول، أننا مصرون للقيام بذلك و سر نجاحنا كامن في النقطة نفسها.
حولت الكمالية الأناضول إلى مقبرة للشعوب. والشعوب القديمة التي شيدت الحضارة على وشك فقدان آخر آثارها ينهي فيه كل قيمة الإنسانية، نتيجة لضغوطات الحكام، والكره والآلام تتراكم مكتومة في الصدور. قامت قوات جيش التحرير الشعبي في عام 1998 بتوجيه النداء إلى كافة شعوب المنطقة والكادحين، الذين يعيشون في الأناضول من خلال الحملة التي بدأها في البحر الأسود ـ أمأنوس. لأجل التقاء الشعوب بالثورة و الشعب الكردستاني ، وذلك تمهيداً لتوطيد أواصر الأخوة والسلام

إن القائد أبو وبقدر إدعائه بتقديم الحلول لآلام الشعب الكردي، يريد أن يقدم بمستواه للشعب التركي أيضاً. عليكم إنقاذ أنفسكم من التأثرات المتخلقة للسلطة الفاشية، وذلك ممكن فقط عبر الانضمام للجهود المبذولة، بها ستحققون وحدة ثورة كردستان والأناضول، التي من شأنها أن تضيء أمال الإنسانية جمعاء. فلتحضنوا الكريلا وأعملوا على فتح الأزقة والمدن والجبال، ولتقوموا بخلق أنفسكم من جديد بنار نوروز في سبيل تامين مستقبلكم.
أنتم شاهدي مرحلة تاريخية، فلتشاركوا في ملحمة خلق شعب، قد تجلوهن أسمه من قبل، ولكنه الآن ينبعث خلق رماده. ولتنددوا المساعدات التي تقدمها دوالكم لتأجيج نيران الحرب في وطننا، وليكن ذلك إيذاناً لأخوتكم للشعب الكردستاني، لتنوروا أوطانكم بشعاعات الشمس، التي ولدت وعلت في سماء كردستان. إن ما ترونه أمام أعينكم ليس رقياً. فبقدر انضمامكم لهذا الارتقاء تحققون إنسانيتكم، عليكم أن تضعوا وجدانكم وأذهانكم كدروع لصد إنسانيتكم، سترون بأن الذي يخسر ليس الكرد فقط بل الإنسانية بحد ذاتها. باستطاعتكم أن تراقبوا التطورات لتروا بأنفسكم ما يجري، وذلك من خلال الإعلام الذي يلقم كالإخطبوط. إن الأطفال الذين يفجرون أنفسهم كالقنابل ليصبوا مشاعل نوروز، وضربات العصي التي تهدف أمالهم لتقوموا بالمقايسة بين القيمة التي تعطونها لعصفور، وموقفكم ضد الذنوب المفترقة بحق الإنسانية. و لتسالوا أنفسكم: ماذا تعني لنا؟ الإنسانية وحال أعطائكم الجواب لهذا السؤال، بدون التهرب ومزيحين الأقنعة التي تقدمها لكم الإمبريالية عن وجوهكم، حينها ستقترب تلك اللحظة التي سنلقي فيها جميعاً بإنسانيتنا.

عاش PKK ERNK ARGK
ليعش الوطن والإنسان الحر
لتسقط كافة أنواع التسلط والعمالة
الرفيقة سما يوجا
21 ـ آذار /1998

زر الذهاب إلى الأعلى