المكتبةمقابلة

عائشة محمود: “مشروع الأمة الديمقراطية هو سبيل التحرر”

أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار شمال وشرق سوريا عائشة محمود "أنّ مشروع الأمة الديمقراطية هو سبيل التحرر".

ممارسات و انتهاكات دولة الاحتلال التركي ما تزال مستمرة و خاصة على المناطق المكتظة بالسكان الأصليين في المنطقة. و تقوم يومياً دولة الاحتلال التركي بشن هذه الهجمات على المنطقة و استهداف المدنيين و المراكز و السيارات التي تقل المدنيين، و احتلال الأراضي، التغيير الديمغرافي، اقتطاع أجزاء من المنطقة و ليس أخرها التوعد بشن هجمات على منطقتي تل رفعت و منبج تحت ذريعة إقامة “منطقة آمنة”.

في سياق موضوع إنشاء حكومة أردوغان “منطقة آمنة” صرّحت عائشة محمود عضوة منسقية مؤتمر ستار شمال وشرق سوريا لموقعنا حيث استهلت عائشة ، حديثها بالقول: ” المرحلة الحالية التي نمر بها هي مرحلة تاريخية، و لها أهمية كبيرة على دولة الاحتلال التركي و بخاصة على أردوغان بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، و انتهاء موعد اتفاقية لوزان، و الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا تعود لهذا السبب”.

أردوغان يدعي بإقامة منطقة آمنة في المناطق الآمنة

تابعت عائشة “يدعي أردوغان بإقامة منطقة آمنة في مناطق شمال وشرق سوريا، و لكننا نرى أن المنطقة الأكثر أماناً هي مناطق شمال وشرق سوريا و دعامة أمن و استقرار هذه المناطق بسبب عدم وجود المركزية، و إدارة المنطقة من قبل الإدارة الذاتية. حيث يتوافد المهجرون من كافة المناطق التي تعيث فيها الحروب و ويلاتها إلى منطقة شمال و شرق سوريا. فالهدف الأساسي من هذه الادعاءات تهجير السكان الأصليين من مناطق شمال وشرق سوريا، و توطين مهجرين من هويات و مكونات أخرى في المنطقة. إضافة إلى تغيير جغرافية و ديمغرافية المنطقة بشكل كلي”.

الدولة التركية تستهدف ريادي المجتمع

في سياق حديثها بيّنت عائشة محمود أنّ الدولة التركية لا تستهدف فئة في المجتمع بل أيضاً توسع حملة عملياتها العسكرية و السياسية على الصحفيين و السياسيين، و لذعر أردوغان من قوة المرأة يستهدف النساء اللواتي يقدن المجتمع و يعملن على تمكين دور و فاعلية الإدارة الذاتية في مناطق عملهن”.

و أردفت عائشة المجازر التي ارتكبتها و ماتزال مستمرة في ارتكابها دولة الاحتلال التركي بحق النساء الرياديات الكرديات في أماكن تواجدهن و عملهن. قالت: إنّ الدولة التركية قامت بارتكاب العديد من المجازر في شهر حزيران و من أفظع هذه المجازر مجزرة حلنج التي استهدفت من خلالها رياديات مؤتمر ستار، الشهيدة زهرة بركل إدارية مؤتمر ستار في  مقاطعة كوباني، و الأم أمينة التي لم تهدأ أبداً في عملها بسبيل تنظيم المجتمع و ريادته”.

تطرقت إلى ثورة روجافا و قالت عائشة: “لأنّ ثورة روجافا تعرّف بثورة المرأة لذا تستهدف الدولة التركية النساء اللواتي يعملن ليل نهار في سبيل تمكين و إحراز النصر. فالهدف الأساسي من هذه الهجمات هي كسر إرادة النساء، و عدم السير في خط الحرية و الثورة ضد الفاشية و الاحتلال”.

كما بيّنت عائشة أنّ الدولة التركية  و بعد احتلالها للمناطق الآهلة بالسكان الأصليين تقوم بممارسات الانتهاكات اللاحقوقيّة بحق الشعب في تلك المناطق، و ذكرتْ أنّها تهاجم المخيمات التي يقطنها مهجرو عفرين في منطقة الشهباء، و ارتكاب المجازر بحق الأطفال أيضاً استهداف دور العلم، كل هذا بهدف كسر قوة الشعب التي تستمد قوتها من حمايتها الجوهرية، و مقاومة أبنائها”.

أهالي شمال و شرق سوريا مصممون على المقاومة حتى النهاية

رداّ على الهجمات المتتالية التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار، عائشة محمود، أنّ أهالي شمال و شرق سوريا مصممون على المقاومة حتى النهاية فهم الآن يعلمون الحقيقة و يقفون صفاً واحدة ضد هجمات أردوغان “.

ركزت عائشة على موضوع إرادة الشعوب و قالت: ” إنّ  الشعوب في منطقة شمال وشرق سوريا يريدون الوقوف مع قوات الحماية الجوهرية و العسكرية للتصدي في وجه كل أنواع الهجمات التي تشن على المنطقة. بالإضافة إلى ذلك وعي و إدراك شعوب المنطقة الإبادة العرقية و الجسدية و الثقافية التي تتعرض لها المنطقة.

من خلال كل هذه الهجمات يحاول أردوغان إعادة إحياء القوات الظلامية الإرهابية داعش، فكما رأينا أنّ وحدات حماية الشعب و المرأة انتصرت على تلك القوات في مدينة كوباني في العام 2014، فاليوم الدولة التركية تريد تنشيط هذه القوات في قلب المنطقة”.

 

صمت المجتمع الدولي مدان و لا يحل الأزمات الدولية

الدولة التركية تستخدم الاتفاقيات الدولية و المواثيق كورقة ضغط على الدول الضامنة و المجتمع الدولي، و تابعت عائشة حيث باتت تركيا تعلم أنّ عهدها على المنحدر و الانهيار لذا تستخدم هذه الورقة كورقة ضغط على المجتمع الدولي، و تروّج بأنّ المناطق التي تحتلها هي بهدف التحرير، و لكن انتهك من خلال الهجمات العدوانية التي شنها على مناطق عفرين، رأس العين، و تل أبيض كافة القوانين والمواثيق الدولية، و لم يحترم سيادة الحدود، و قام بتغيير المعالم الأساسية في المنطقة.

ذرائع أردوغان حماية حدوده  و إقامة منطقة آمنة، و لكن إن حلّلنا الواقع نرى أنّ مشروع أردوغان مشروع استعماري توسعي وليس فقط في المناطق السورية بل تشمل مناطق في الشرق الأوسط لاحتلالها و إعادة الأمجاد العثمانية بشكلها الجديد”.

حيال موقف الدول العربية ضد هذه الانتهاكات قالت عائشة: يجب على الدول العربية إظهار الموقف الصارم و الحاسم ضد هذه الانتهاكات و الجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال على أراضي منطقة الشرق الأوسط. وخصصت عائشة إظهار الموقف من قبل الدولة السورية التي لا تطرح فكرة و لا رأي حيال جرائم تركيا الاحتلالية.

توسع الدولة التركية جاء على حساب شعوب المنطقة، فاليوم نرى تهديدات و مشاريع أردوغان الاستعمارية لم تتوقف عند حدود إنشاء المنطقة الآمنة بل بعد احتلال أجزاء من المناطق السورية و انتهاك الحقوق باتت تلتجئ إلى تهديد المنطقة، حيث نرى أنّ الدولة التركية تهدد بشن هجمات جديدة على المنطقة وبخاصة منطقتي تل رفعت و منبج و الحجة الواهية ظاهرة للعيان هي العمل على الميثاق الملي الذي يقتطع الطرق التجارية  و يشمل كل من حلب، موصل و كركو و يفسح المجال أمام الدولة التركية لاحتلال مناطق في الشرق الأوسط، لذا يجب على إظهار الموقف الدولي حيال هذه الانتهاكات و أيضاً إظهار الموقف من قبل الدول العربية، و مكونات المنطقة بشكلٍ عام”.

يعيش العالم أزمة عميقة

بيّنت عائشة أيضاً أن العالم يعيش أزمة عميقة و ذلك من خلال ظهور بوادر الحرب العالمية الثالثة، فبوادر الحرب العالمية الثالثة لم تظهر آثارها في الآونة الأخيرة، بل منذ اندلاع الحرب في العام 2003 في العراق، و تطورت هذه الصراعات مع انطلاق الشرارة الأولى في مناطق سوريا، و صار لها إحدى عشر عاماً، لذا عندما نتطرق إلى الهجمات و الضربات الاحتلالية التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي في المنطقة هي تأكيداً على إعادة بناء و تشكيل الإمبراطورية العثمانية التي فقدت أمجادها منذ مئة قرن مضى”.

كما و نوهت إلى حملة الإبادة الممنهجة التي تتبعها دولة الاحتلال التركي في المنطقة، و قالت هذه الحملات لا تستهدف الشعب الكردي فقط بل هي إبادة ثقافات و عروق المنطقة بشكل عام، و لا تفرّق في سياستها هذه بين كردي و عربي، و كل هذه الانتهاكات ما هي إلّا لضرب وحدة الشعوب في منطقة شمال وشرق سوريا، و العمل على سياسة التغيير الديمغرافي في المنطقة و على مستوى الشرق الأوسط كما و تطمح في توسيع هذه الهجمات و السياسات في مستوى العالم أيضاً”.

دعت عائشة منظمات حقوق الإنسان و المجتمع الدولي للخروج من صمتها وسكونها حيال أفعال وجرائم الدولة التركية،  و طالبت حكومة دمشق التحرك لأنّ الدولة التركية تقوم باقتطاع الأراضي و المناطق السورية و  الحكومة السورية لا تبدِ أية ردة فعل تجاه هذه الانتهاكات الممارسة”.

هجمات الدولة التركية على مناطق شمال و شرق سوريا تشكل خطر على المنطقة

لفتت عائشة الانتباه إلى مقولة “المنطقة الآمنة”، و قالت: عندما يتحجج أردوغان بإقامة منطقة يظهر للعالم أنّ المنطقة هنا تعيش حالة مزرية، و لكن هذا الشيء غير صحيح فاليوم نرى أنّ أكثر المناطق أماناً و اكتظاظاً بالسكان هي مناطق شمال و شرق سوريا، و تلتجئ المئات من العوائل في ظل الحروب إلى هذه المنطقة لرؤية الملاذ لهم فهذه الادعاءات غير صحيحة”.

لذا نطالب الحكومة السورية وضع حد للدولة التركية لعدم اقتسام مناطق جديدة و تحرير المناطق الواقعة تحت نير الاستعمار و الاحتلال التركي وبخاصة مناطق عفرين، رأس العين، و تل أبيض، و أيضاً تحرير الأهالي من الحالة النفسية و الوضع الذي آلت إليه المناطق المحتلة فكما هو معلوم و يعرف أن القرن الواحد والعشرين هو قرن الحرية لذا يجب التحرك عاجلاً”.

في ختام حديثها قالت عائشة: أنّ الدولة التركية و بسبب مرورها بأزمة عالمية تتذرع بإقامة “منطقة أمنة”، و كل هذه  التوسعات من أجل البقاء على سدة الحكم و التحكم بشعوب المنطقة، و لكن أهالي المنطقة مدركون لما تقوم به دولة الاحتلال التركي في المنقطة لذا يبدون موقفهم بكل إصرار و يرون مشروع الأمة الديمقراطية هي المشروع الأكثر نجاحاً و مساندة لحقوقهم، و نحن كشعوب المنطقة واثقون من مواقفنا التي نبديها حيال هذه الانتهاكات و السير على خط الحرب الشعب الثورية  و سنبقى وراء مطالبنا حتى تحرير كافة المناطق و الحصول على الحرية”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى