متدرّبات في دورة الشهيدة آفين يشرنَ إلى أهمية مثل هذه الدورات التي تُعرِّف المرأة بشخصيتها

يُركِّز مؤتمر ستار ولجنة التدريب التابعة له على تطوير الجانب الفكري لدى النساء من خلال افتتاح دورات تدريبيّة مفتوحة ومغلقة، هذه الدورات تتّبع أُسس متعددة وغنية منها الحياة التشاركية النديّة، إدراك المرأة لجوهرها ودورها في إدارة المجتمع.

وعلى هذا الأساس، يفتتح مؤتمر ستار ولجنة التدريب التابعة له دورات تدريبيّة، للشابات والنساء، في مقاطعة كوباني والنواحي التابعة له وانضم إلى آخر دورة تدريبيّة مغلقة تم افتتاحها في 20كانون الثاني المنصرم، 19متدرّبة، من جميع المؤسسات المدنيّة في المنطقة، كما أنه ستستمر الدورة التدريبيّة المغلقة مدة شهر كامل.

سُميتْ الدورة التدريبيّة باسم الشهيدة آفين كوي، عضوة منظومة المجتمع الكردستاني، والتي استشهدت مع الفنان مير برور، والشخصية الوطنية عبد الرحمن كزل في مجزرة باريس الثانية في 23/12.2022/

يرتكز مضمون التدريب على أمور عدة وهامة من أهمها: أهمية التدريب، المجتمع الطبيعي، النضال الجنسوي، تاريخ الحركات النسائية العالمية والعربية والمرأة الكردية، ونضال حركة المرأة في غرب كردستان “مؤتمر ستار”، ويُشرف على هذه الدورة التدريبيّة عضوات لجنة تدريب مؤتمر ستار.

الدورة التدريبيّة، تستمر لمدة ثماني ساعات في اليوم. خلال الدروس التي تتلقاها المتدربات يتم النقاش على أهمية ودور المرأة في إدارة وقيادة المجتمع، هيمنة الذهنية السلطوية الذكورية على المرأة، حرمانها من حقوقها، ونضال المرأة في ظل الذهنية المهيمنة ودور الحركات النسائية في النضال؛ دور المرأة في الحماية الجوهرية ضمن المجتمع؛ ولإثراء الدورات التدريبيّة والطرق التعليميّة يتم عرض مشاهد سنفزيونية عن تاريخ الحركات النسائية وأفلام وثائقية.

الإدارية في أكاديمية الشهيدة شيلان، هدلة خليل، تحدثت عن آلية سير عمل أكاديميتهم الخاصة بالمرأة والدورات التدريبيّة التي يقومون بافتتاحها، حيث بدأت بالحديث قائلة:

“في أكاديمية الشهيدة شيلان نقوم بفتح دورات تدريبيّة خاصة بالمرأة، وهذه الدورات التدريبيّة تكون فكريّة وسياسيّة، كما أنّنا نقوم بافتتاح دورات تدريبيّة مفتوحة ومغلقة”.

لتشير إلى آخر دورة تدريبيّة تم افتتاحها في المنطقة قائلة: ” قمنا بافتتاح دورة تدريبيّة مغلقة باسم الشهيدة آفين كوي، لتنضم إليها 19 عضوة من المجالس والكومينات وعضوات مؤتمر ستار، المنضمات إلى الدورة التدريبيّة يلعبن دوراً مهم في سير عمل التدريب وسهولته وكل الدروس التي يتم إلقاؤها هي دروس هامة من ضمنها “تاريخ كردستان”، عبر هذه الدروس التي نقوم بإلقائها تتعرّف المتدربات إلى تاريخ وطنهم؛ أهمية التدريب ولماذا التدريب مهم في حياة الفرد والمرأة بشكل خاص”.

“خطوة هامة”

لتمضي قائلة: هذه الدورات التدريبيّة تُعتبر خطوة هامة لكي يتعرف كل فرد على شخصيته ويقوم ببناء شخصية حرّة، ويعلم الفرق بين حقوقه وواجباته”.

أشارتْ في نهاية تقييمها إلى الفرق البارز ما بين الفرد المتدرب والفرد الذي لم يخضع لدورات تدريبيّة “بعد الانتهاء من الدورات التدريبيّة يتعلم الفرد عن ذاته ومجتمعه وتتمكّن المرأة من العمل ضمن المجتمع بأسلوب واعي”.

من جانبها، قيّمت الإدارية في مجلس عوائل الشهداء في ناحية الجلبية، التابعة لمقاطعة كوباني لإقليم الفرات، جيهان علي، دور التدريب في تطوير فكر الإنسان من كافة النواحي، قائلة: اليوم نحن نتلقى تدريباً فكرياً وكنت أطالبُ بتلقي مثل هذا التدريب لأنني على يقين تام بأنّ الإنسان لا يتطور ولا يتقدم من دون الخضوع لدورات تدريبيّة فكريّة؛ وبخاصة المرأة التي عانت منذ بداية التاريخ حتى يومنا هذا، فكم من مراحل مرّت بها المرأة وكانت عبدة بسبب هيمنة الذهنية عليها واليوم ومن خلال هذا التدريب شاهدنا الكثير من الفروقات التي كنا نعيشها”.

ماضيةً في الحديث عن أهمية التدريب بالنسبة للمرأة؛ عندما تدخل المرأة في دورة فكرية مغلقة، تتعلّم الكثير، في الوقت ذاته تدرك ماهيتها وحقيقتها؛ كما أنّها تدرك الحقائق التي سُلِبَتْ منها عبر العصور، لتصبح الثائر الباحث عن الحريّة، الديمقراطية، العدل والمساواة وماهي حقوقنا نحن كنساء”.

من جانبها قالت المتدربة، آفين خالد، وهي عضوة قسم تحليل المياه في شركة المياه، في مقاطعة كوباني. إنّنا نخضع لدورة تدريبيّة فكريّة فيها العديد من الدروس التي تُعرفنا كنساء بتاريخ المجتمع والمجتمع الطبيعي وتاريخ المرأة وطريقة عيش الفرد ضمن

المجتمع الكومينالي الخالي من الفرديّة؛ وإنّ هذا الأسلوب يقدّمه القائد عبد الله أوجلان في مرافعاته”.

نضال المرأة كان عالمياً؛ مشيرةّ إلى نضال المرأة في كافة الساحات وتلقي دروس فكريّة تحرريّة عن موضوع التحرر الجنسوي؛ ونضال النساء عبر التاريخ حتى ولو كان من أجل التعلّم والتدريب بالإضافة إلى ذلك؛ العمل والمشاركة في كافة مجالات الحياة وتنظيم المجتمعات من خلال معرفة الخطوات التي تخطوها المرأة في كل مرة وفي كل مكان”.

وشدّدت بأهمية التدريب بالنسبة للمرأة الشابة، وتنبع أهمية التدريب في المجتمعات بخاصة للفئة الشابة لأنّ المجتمعات تتطوّر وتتقدّم من خلال التدريب. مستندةً في ذلك على مقولة القائد عبد الله أوجلان بصدد التدريب؛ والذي يراه أهم من الماء والكلاء بالنسبة لأي مجتمع”.

منتقدة في ذاتها عدم إدراك الشعب الكردي لتاريخه المتأصل وأهمية هذا التاريخ وأهمية تعلّم كل شاب وشابة لتاريخه”.

اختتمت حديثها بمعاهدة السير على نهج، فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان والتسلّح بهذا الفكر الداعي للحريّة والديمقراطية؛ حريّة المرأة، وجعل هذا الفكر فكراً كونيّاً”.