الأخبارمقالات وحوارات

رمزية محمد: بالإصرار والنضال التفت النساء حول اتحادهنّ

أشادت رمزية محمد عضوة منسقية مؤتمر ستار، بتنظيم اتحاد ستار وبينت إنهم لم يتخلوا عن إصرارهم على التنظيم رغم ضغوط النظام السوري. كما بيّنتْ أنّ "رياديات اتحاد ستار كن أمهات جبهويات، واليوم وبفضل اتحاد ستار أصبحنا مؤتمر ستار".

رمزية محمد: بالإصرار والنضال التفت النساء حول اتحادهنّ

أشادت رمزية محمد عضوة منسقية مؤتمر ستار، بتنظيم اتحاد ستار وبينت إنهم لم يتخلوا عن إصرارهم على التنظيم رغم ضغوط النظام السوري. كما بيّنتْ أنّ “رياديات اتحاد ستار كن أمهات جبهويات، واليوم وبفضل اتحاد ستار أصبحنا مؤتمر ستار”.

قام اتحاد ستار بأعماله بشكل جبهوي. على الرغم من ضغوط النظام السوري إلا أنه لم يتخلَ قط عن إصراره على تنظيم النساء. في ذلك الوقت، وبسبب النظام الذي كان يسيطر على روج آفا وشمال وشرق سوريا، شكلت النساء الكرد منظماتهن الخاصة سراً وأصبحن رائدات في جميع الأنشطة. كان اتحاد ستار يتكون من أمهات مقاتلي الحرية وأمهات شهداء الحرية. وصلت هذه المجموعات الصغيرة من النساء إلى جميع أنحاء كردستان وشاركن بنشاط في جميع أعمال وأنشطة المرأة الكردية. شاركت النساء اللاتي تولين قيادة اتحاد ستار أيضاً على الرغم من اعتقالهن والضغوط الممارسة عليهن بنشاط في جميع الأعمال. كن يجتمعن بانتظام كل شهر ويضعن خططاً للمستقبل. لقد كن يتخذن تدابيرهن الأمنية بأنفسهن وأصبحن مثالاً على السرية. رمزية محمد هي واحدة من أوائل عضوات اتحاد ستار وهي الآن عضوة منسقية مؤتمر ستار، وتحدثتْ عن تلك الأوقات.

“تأسّس الاتحاد على مبادئ الحرية والوطنية”

استهلت رمزية بالحديث عن تأسيس الاتحاد وقالت: “تأسيس اتحاد مؤتمر ستار يعتبر يوم تاريخي ومليء بالاندفاع فتأسيس الاتحاد بشكل رسمي وأول تنظيم نسائي خاص بالمرأة بالمنطقة وجاء كضرورة ملحة للمجتمع والمرأة. لتتابع الحديث بالقول: “على أساس الأعمال الجبهوية عملت النساء والأمهات والعمل على تنظيم المرأة بين الشعب، التنظيم والتدريب زيادة الوعي حول مفهوم الوطنية وحرية تحرر المرأة؛ فإنْ تعرّفتْ وأدركتْ تاريخها بإمكانها تأسيس تنظيم خاص بها وبإمكانها العمل في كل الساحات”.

أضافت: “العمل التنظيمي والجبهوي بدأ داخل منازل الوطنين حيث لم نكن نمتلك المؤسسات أو مكان خاص فينا لأنّنا لم نكن نُعرف كتنظيم رسمي داخل الأراضي السورية. عندما كنا نعمل وننظم فعالياتنا وأنشطتنا كان النظام السوري يقوم باعتقال النساء وفرض العقوبات وإصدار الأحكام بحقهنَّ. كما كان يقوم بتهديد العوائل التي كانت تعمل نساؤها مع اتحاد ستار من أجل نشر الخوف بين الأهالي والمجتمع للعودة خطوات إلى الخلف والتخلي عن عملهنَّ؛ لكن النساء لم يخشين من التهديدات والسبب وجود فكر وفلسفة من أجل التعرف على حرياتهن والنضال في سبيل الحصول عليه. لكي تتحررن من السلطة، العنف والظلم النضال الدؤوب كان أساس ديمومة أعمالنا”.

في إشارةٍ إلى وضع النساء المعتقلات في السجون السورية “النساء اللاتي كان يتم اعتقالهن من قبل النظام لم تحمل الطابع السياسي، بل كانت النساء تسجن مع من ترتكب الجرائم بهدف النيل من إرادتهن، لكن ورغم هذه الإجراءات التعسفية يعملن داخل السجون ويوعين النساء لكي يتعرّفن بدورهن على تنظيم المرأة هذا النضال صار أساس لثوراتنا “ثورة روجافا”.

وتحدثتْ عن نضال المرأة المستمر من أجل الحرية “لتعمل النساء في كل ميادين الحياة عندما تجتمع النساء لمناقشة حرياتهن وتتعرفن على التاريخ الذي فُرِضَ عليهن، تتعرّفن بشكل أدق على كل المجازر والإبادات التي مرّت على رأس المرأة، لأنّه منذ بداية التاريخ السلطوي وحتى اليوم تُباد المرأة بشكل ممنهج؛ لكن محاولات ونضالات المرأة رفعتْ من وتيرة النضال وأفرغت كل هذه المؤامرات وعرف في العالم كله أنّ المرأة تناضل من أجل حريتها لتتوّج نضالها بالحرية”.

“بالإصرار والنضال التفت النساء حول اتحادهنّ الأول”

أردفت خلال حديثها “لعبت المرأة العاملة في اتحاد ستار، ضمن المجتمع دور كبير جداً من تدريب الأطفال على اللغة الأم، تدريب الشبيبة لحماية أنفسهم من هجمات الاحتلال، لأنّ الفئة الشابة أيضاً معرّضة لهذه الهجمات كما المرأة معرّضة لها لإصغار وإضعاف المجتمع ولتشكّل عائق أمام تطوّرها. وقالت في السياق ذاته: “عمل اتحاد ستار ضمن المجتمع لم يكن لتنظيم المرأة فقط؛ بل عقد اجتماعات الشعب وتدريب الرجال وتنظيم المجتمع كاملاً وكنظام لم يكن هناك لجنة أو مؤسسات، بل كان على أساس التنظيم والوقوف في وجه سلطة الأنظمة والنضال وفي العديد من المناطق ك كوباني التي لا تتقبل المرأة التي تعمل لكن بفضل فكر وفلسفة القائد تم قلب الموازيين لأنّ الفكر هذا يولد التنظيم ويحمي الوجود. بنفس الوقت محاربة النساء في جبال الحرية والتصدي لهجمات العدو وبخاصة العدو التركي، كما أنّ العديد من النساء في منطقة روجافا عملن في العديد من المجالات، مما ساعد على فتح المجال لتجمع العدد الأكبر من النساء والالتفاف حول قضيتهن وكسب ثقة الشعب لكن هذا التنظيم والتقبل غير موجود في كل مكان هناك العديد من المنازل والعوائل التي كانت تقف في وجه تطور المرأة التي كانت ضمن الاتحاد، بعضها الآخر ساند هذا العمل والشهيدة كلي سلمو في حلب عملت في كل المجالات إلّا أنّ الرجل لم يساعدها لتعمل وكان يقف دائماً في وجهها ولكن هذا الشيء لم يؤثر عليها. وبقيت تعمل وتنظم ضمن الشعب واستمرت في ذلك حتى وصلت إلى مرتبة الشهادة على يد النظام السوري. وهناك العشرات من الأمثال كالشهيدة كلي سلمو، لكن إصرار المرأة في تقوية العمل وإيصال النضال إلى ذروته كانا واضحاً في روجافا حيث اجتمعت والتفت كل النساء حول اتحاد ستار لتكون خطوات كبيرة وعملية وأساسية”.

“الكونفرانسات والمؤتمرات”

استمرت بالحديث عن انعقاد الكونفرانسات والمؤتمرات بشكل سري “في ظل الظروف الصعبة التي كانت تعانيها المرأة ووجود نظامي استبدادي إلّا أنّنا تمكّننا من عقد كونفرانساتنا ومؤتمراتنا حتى لو كانت بشكل فعلي، لتعدد رمزية مكان وزمان انعقادهن بالقول: “كل عامين كان اتحاد ستار يعقد مؤتمره، ليتم انعقاد المؤتمر الأول في عام  ٢٠٠٥ الثاني ٢٠٠٧ في قامشلو قرية عنز، المؤتمر الثالث في حلب كفر صغير في منطقة الباب أما المؤتمر الرابع فقد انعقد في مقاطعة عفرين مع بدأ اندلاع شرارة الثورة في عام ٢٠١١ ، ولتشير إلى الظروف الصعبة بسبب النظام السوري كيف تمكّن الاتحاد من جمع النساء وانضمامهن إلى المؤتمرات. مؤكدةً بأنّ النساء كانت تنضم وتقييم العمل والمشاكل المجتمعية لإيجاد الحلول لكل هذه المشاكل وكيف للمرأة الكردية أن تكون الريادية للمجتمع”.

“تحوّل الاتحاد إلى مؤتمر”

لتكشف عن أسباب وضرورة تغيير الاسم من الاتحاد إلى المؤتمر “في المؤتمر السادس المنعقد في ال 25من شهر شباط عام 2016، تم تغيير الاسم من الاتحاد نحو المؤتمر، جاء ذلك بسبب الضرورة الملحّة مع سنوات الثورة والنضال كان من الضروري توسع العمل وتشكيل اللجان والمجلس إلى جانب تطبيق نظام الكومين لاتساع العمل ويكون الصيوان الأكبر ليشمل كل اللجان والأحزاب والقوى؛ إلى جانب تأسيس اقتصاد كومونالي، سياسة ديمقراطية، وتأسيس نظام التدريب وفتح الأكاديميات”.

أكملت بالتطرق إلى انضمام النساء من غير مكونات إلى مؤتمر ستار، “أرادت النساء غير الكرديات من المكونات الأخرى الانضمام إلى العمل لتصنعن القرار وتتعرّفن على إرادتهن فهن اللاتي رأين الإرادة ضمن مؤتمر ستار لأن الاتحادات المدنية والنظام السوري لم يمنحهن الحق في العمل خارج قوانين النظام لذا التجأن الى مؤتمر ستار والعمل ولعب دورهن الريادي”.

“مجالس ولجان مؤتمر ستار”

أوضحتْ رمزية الآلية التنظيمية لمؤتمر ستار: يكون العمل ضمن مؤتمر ستار على الشكل التالي: تأسيس المجالس لكل مقاطعة تضم لجانها مع وجود مجلس عام ولجان مركزية، بالإضافة إلى وجود 5 مجالس في كل من (مقاطعة قامشلو، الحسكة، كوباني، عفرين والشهباء، تم الإقرار في المؤتمر التاسع لمؤتمر ستار، تأسيس مجلس حلب وفي مدينة الشام العمل ليس على شكل مجلس، ولكن آلية العمل تنظيمية ضمن الأحياء بحسب الضرورة والحاجة. المقاطعات تدير عملها على أساس وجود النواحي ومنها إلى البلدات، ليتألف مجلس المقاطعة من إداريات النواحي واللجان.

زادتْ على حديثها “في المؤتمر التاسع تم الوصول إلى قرار زيادة عدد اللجان إلى ١٣ لجنة إلى جانب 7عضوات للمنسقية، أساس لجان مؤتمر ستار، التنظيم وتدريب المرأة من خلال لجنة التدريب والأكاديميات، لجنة الاقتصاد لإنعاش اقتصاد المرأة من كل النواحي الاجتماعية والوضع الحالي من أزمات عالمية اقتصادية للتصدي للحصار الاقتصادي الخانق،  لجنة العلاقات واتفاقات السياسة الديمقراطية التي تعمل على تعزيز وتوطيد العلاقات مع الداخل والخارج للتعريف بنظام مؤتمر ستار وبناء علاقات مع حركات المرأة ولها دور كبير في تفعيل المنصات والأعمال العالمية. ولأنّ العمل بحاجة للتوثيق للتاريخ لذا هناك لجنة الأرشيف، إلى جانب لجنة المالية والإعلام؛ حيث تعمل لجنة الإعلام على تعريف مؤتمر ستار وإظهار حقيقة عمل مؤتمر ستار وفعالياته للعالم. اما عمل لجنة الثقافة لإحياء ثقافة المرأة والحفاظ على ثقافة وتراث المرأة والمنطقة وتُعرف هذه اللجنة باسم حركة الهلال الذهبي، لجنة الساحة الاجتماعية التي تضم أعمال المرأة، الأطفال، الرياضة، والعمل وغيرها من الفعاليات كما تنسّق مع الحركات المجتمعية للتغلغل ضمن خلايا المجتمع، لجنة الصحة التي تأسست في المؤتمر الثامن وذلك لتحمي المرأة نفسها من العديد من الأمراض وتنتشر في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، اللجنة الأساسية؛ لجنة البيئة، بهدف حماية البيئة ودور المرأة العلمي والانقطاع من النظام الرأسمالي والعودة للحياة الكومونالية والتواصل مع المؤسسات الاخرى بين لجاننا واللجان والمؤسسات الأخرى”.

كما بيّنت وجود ممثلية مؤتمر ستار في كل من لبنان وأوروبا وباشور كردستان، لتقول: “لنا ممثلاتنا في لبنان بين نساء روجافا المهاجرات أما في غضون العامين المنصرمين تم تنظيم عمل مؤتمر ستار في أوروبا وجمع النساء وعمل من أجل خدمة الوطن وتحرير الوطن وتعزيز مبدأ عودة جديدة للوطن وبخاصة روجافا، مبدأ ارتباط المرأة بالوطن والوطنية يمثله مؤتمر ستار ليطبّقه على أرض الواقع”.

أعقبتْ على حديثها الهجمات ومجازر الإبادة التي تعرّضتْ لها النساء وبخاصة في شنكال، مسلفةً بالحديث عن تعرّف المرأة على تاريخها ونضالها كي تستطيع اليوم الوقوف أقوى في وجه مخططات العدو، وقالت على ذلك “عندما أتعرف على ذاتي وعلى تاريخي والنضال بإمكاني كامرأة الوقوف في وجه المخططات التي تحاك ضدنا، وهذا ما أكّدناه في ثورة المرأة ضمن “ثورة روجافا”، التصدي لداعش وتحرير تلك المناطق مع تنظيم الأعمال والفعاليات في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، وأصبحت النساء الكرديّات قدوات لنساء المناطق التي تم تحريرها من رجس داعش كمدينة (منبج، الطبقة، الرقة، دير الزور)، حيث باشرت النساء المتحرّرات في تلك المناطق بتنظيم أنفسهنّ باسم “تجمع نساء زنوبيا”. عضوة منسقية مؤتمر ستار، شدّدتْ على ضرورة تنظيم المرأة العربية نفسها ضمن تنظيم يحمي لها حقوقها لأنّه لم يكن لها دور ضمن المجتمع أو تنظيم يحميها وحقوقها في ظل وجود النظام السوري، وبهذه الكلمات تابعتْ “اندثر دور المرأة العربية وكانت العادات والتقاليد أكثر تأثيراً؛ لينحصر كل دورها في إطار الدراسة وكان حكراً عليها العمل إلّا في مؤسسات صغيرة، عن باقي المؤسسات والأحزاب التي يمثل الرجل نفسه ضمنها.

أضافتْ كما أنّ “النساء السريان والأرمن والآشور والإيزيديات أيضاً تعرفنَّ على حقيقتهن وجوهرن عبر تنظيم المرأة “مؤتمر ستار”، وأصبحتْ المرأة من كل مكون لها خصوصيتها ودورها البارز في الإدارة الذاتية. لربما عانينا كحركة الكثير بسبب الظلم والاضطهاد لكن عندما نرى هذه المكتسبات ونرى التحرير، وتمثل المرأة دورها في السياسة التي تكتب أساس تاريخي بفكر المرأة الحرّة نندفع أكثر للاستمرار في النضال”.

“ثورة روجافا أصبحت مصدر إلهام لنساء شنكال والعالم”

أكدتْ بأنّ تجربة المرأة في ثورة روجافا وشمال وشرق سوريا أصبحت مصدر إلهام للنساء في شنكال والعالم، في هذا السياق تابعتْ “فأهالي شنكال والمرأة الشنكاليّة مرّ عليهم “فرمان الإبادة ال74″، واحتضنهم أهالي روجافا، لأنّ المرأة الشنكالية والكردية عانتْ بسببه، معاناة كل امرأة معاناة لنا، لذا سارعنا كأهالي وكمؤتمر ستار بإنشاء مخيم “نوروز”، وتحرير النساء من قبل وحدات حماية المرأة اللاتي تم سبيهنّ من قبل داعش، والعمل على خلاص النساء والفتيات المعتقلات والأسيرات بيد التنظيم الإرهابي.

أعربتْ رمزية عن المسؤولية الملقاة على عاتق حركة المرأة تجاه النساء في كل بقاع الأرض “نشعر بهذا الألم الكبير ونراها كمسؤولية كبيرة وحمل لنحاول تحرير كل امرأة من يد التنظيم الإرهابي داعش. لذا تجربة نساء شنكال لدى عودتهنَّ إلى شنكال فعلّن وطوّرن الكثير من المؤسسات حيث كان لهن الدور البارز في تأسيس وحدات المرأة الشنكالية، الأسايش والمجالس المحلية العامة والخاصة، لتمنح قوة كبيرة لكل النساء”.

زر الذهاب إلى الأعلى