الأخبارمقابلة

   مؤتمر ستار واقتصاد المرأة الديمقراطي

سيطر الرجال المهيمنون على الاقتصاد الذي بنته المرأة بيديها منذ آلاف السنين. اليوم ومع ثورة روجافا، اكتسبت النساء مرة أخرى مكانة اقتصادية وأصبحن بناة الحياة.

  كلي مراد: الجمعيات التعاونية التابعة لاقتصاد المرأة لعبت دوراً هاماً ضمن المجتمع

تعد لجنة اقتصاد المرأة من أهم اللجان في مؤتمر ستار حيث أقامت العديد من المشاريع الكبيرة للنساء. كما أنها تدير عملها بشكل جماعي على أساس نظام تعاوني. بيد أنّ القائد عبد الله أوجلان يرى بأنّ أوهن الكائنات هي النمل لكنّها تعمل جاهدة من أجل تأمين قوتها وهذا النظام في العمل كان ملفت للانتباه لذا كيف  ونظم اقتصاد المرأة نفسه على مستوى شمال وشرق سوريا، كما وتعمل المرأة اليوم في التجارة والزراعة والصناعة والورشات وتجني الفائدة من العمل الذي تقوم به. فيما يتعلق بعمل وأنشطة اقتصاد المرأة، تحدثت كلي مراد، الناطقة باسم لجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار عن اللجنة بشل مسهب.

استلهت كلي؛ بالحديث في البداية عن أهمية الاقتصاد، من خلال تحليل كلمة (الاقتصاد)؛ حيث قالت: بأنّ كلمة الاقتصاد أو (Ekomoni)، في اليونانية تعني التدبير المنزلي كما يعود جوهر هذه الكلمة إلى المرأة حيث تقوم المرأة بأعمال التدبير والإدارة؛ ولأنّها كانت تدير الاقتصاد المنزلي تم إبعادها عن العمل الاقتصادي لمدة زمنية طويلة ليسيطر الرجل على الاقتصاد بشكل عام. كما وذكرتْ مقولة للقائد عبد الله أوجلان لإدارة المرأة للاقتصاد؛ “المرأة هي منبع الاقتصاد” القائد عبد الله أوجلان. لذا كان من الضروري تفعيل لجنة اقتصاد المرأة ضمن نظام مؤتمر ستار.

متطرقةً في خضم حديثها إلى عمل حركة المرأة، مؤتمر ستار مع بدايات الثورة، حيث تابعتْ “مع بداية الثورة في روجافا كردستان كان مؤتمر ستار، ينظم نفسه من كافة النواحي والجوانب منها الاجتماعية والتنظيمية والفكرية، في إشارةٍ إلى تفعيل لجنة اقتصاد المرأة في العام 2015، كان الهدف الأساسي للجنة هو توفير فرص عمل للنساء لأننا أكثر من عشرة أعوام نعيش في ظروف صعبة وبخاصة الحرب الدائرة في المنطقة وبقيت المرأة هي المعيل للمنزل بسبب الشهادات. نوفّر هذه الفرص من خلال الجمعيات التعاونية (الكوبراتيفات) الزراعية، وتتمكن من المرأة من إدارة ذاتها وتصبح صاحبة شخصية قوية”.

لتبرز الفروقات بين عمل ووضع المرأة في الأنظمة المستبدة وضمن نظام اقتصاد المرأة حيث أضافتْ “أشرنا في البداية إلى سلب المرأة من حقوقها اليوم ضمن النظم الرأسمالية المرأة ربما تعمل لكن لا تملك الحق في صنع القرار واتخاذه فقط تعمل في تلك الدوائر كموظفة لعدة ساعات وذلك تحت سلطة وهيمنة الرجل أما في ضمن نظام الأمة الديمقراطي، المرأة هي صانعة القرار وتطوّر من اقتصادها الذاتي كما تقوم بتشكيل العديد من المشاريع وتبدي رأيها حيال المشاريع التي يتم تشكيلها، تفعيلها وتطويرها ولاقت مشاريعنا ضمن اقتصاد المرأة إقبالاً جيداً من قبل النساء حتى حطّمنَ الذهنية التي لا ترَ للمرأة دور في تطوير الاقتصاد”.

التعاونيات

استمرت بالقول: “الجمعيات التعاونية أو كما يعرف (الكوبراتيفات)، لها دور كبير في تطوير الاقتصاد، لأنّها تبرز الروح التعاونية المجتمعية توطيد العلاقات الاجتماعية التي تم قطعها بسبب الأنظمة المهيمنة، كما قالت: من خلال هذه الجمعيات التعاونية تم إيجاد فرص جديدة للحياة، تمكين دور المرأة في المجال الاقتصادي واعتمادها على ذاتها في المجال الاقتصادي من دون مد يد العوز إلى أحد؛ إلى جانب آخر توطيد العلاقات بين نساء المجتمع. لذا ضمن مشاريعنا نعتمد بشكل أساسي على الجمعيات الزراعية، الصناعية، التجارية وغيرها من الجمعيات”.

زادتْ على حديثها توزع الجمعيات التعاونية في مناطق شمال وشرق سوريا بالقول: “تتوزع التعاونيات في جميع أنحاء مناطق شمال وشرق سوريا، لدينا قرابة22 جمعية زراعية، 15 امرأة في الجمعيات الصناعية والتجارية، لكن مع الأسف لا نملك جمعيات تعاونية في حلب والطبقة لعدم وجود أراضي زراعية، إلى جانب ذلك لدينا مشاغل للخياطة ومخابر وأفران وتتغيّر أعداد النساء في من جمعية إلى أخرى لأنّ بعض الجمعيات تكون صغيرة تعمل فيها 4 أو5 نساء في بعضها الآخر يتجاوز عدد النساء إلى 50 امرأة، ضمن كافة التعاونيات يصل عددهن إلى ما يقارب 1000 امرأة”.

عن آلية تشكيل وتفعيل التعاونيات أضافتْ “عندما نسارع لتشكيل جمعية جديدة، نقوم في بداية الأمر بعقد الاجتماعات ضمن الكومينات والتعريف بنظام التعاونيات وأهميتها والاستماع إلى آراء الأهالي التعرّف على احتياجات الكومين وأي مشروع يكون مناسب لذاك الكومين، كل جمعية تعاونية لها مجلس خاص بها يتألف المجلس من 5 عضوات وتعمل كل عضوة بحسب عملها، وهناك تنسيق بيننا وبين اللجنة العامة”.

الزراعة

تطرقت خلال حديثها إلى الزراعة وقالت: “كانت المرأة تمارس الزراعة في العصر النيولوتيكي واكتشفت العديد من الأعشاب والخضار من بعضهم البعض، كما أنّ تربية الماشية جزء كبير وهام ضمن مشاريعنا الزراعية ونملك العديد الأماكن لتربية المواشي، في إقليم الجزيرة في ناحية تربة سبية التابعة لمقاطعة قامشلو لدينا مشروع فيه قرابة 1000من الماشية، في كوباني 120 ماشية، المناطق المحرر 105 من الماشية، إلى جانب ذلك تربية الدجاج”.

ورش الخياطة وغيرها من المشاريع

كما تحدثت عن ورش الخياطة والعديد من المشاريع الأخرى والتي تتوزّع في كل من “الشهباء، وإقليم الجزيرة، دير الزور”، كلجنة اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا لدينا 9 أفران ومحلات لصناعة الفطائر، ومشروع لخبر الصاج وخبز التنور.

قالت كلي” إلى جانب هذه المشاريع والتعاونيات الصغيرة لدينا مشاريع كبيرة كالمصانع، ففي مقاطعة الشهباء هناك مصنع للمياه المعدنية، معمل الأكياس، مطحنة، مسمكة في مدينة دير الزور. كما أنّه لدينا بعض المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية؛ مطعم في سيمالكا الحدودي في مدينة ديرك، حلويات لارا في ناحية عامودا”.

تلعب الجمعيات التعاونية دوراً هاماً ضمن المجتمع

هذا ما أشارتْ إليه كلي مراد عن الجمعيات التعاونية، وتابعتْ بالقول: “ربما هناك بعض الأماكن لا نمتلك فيها الجمعيات التعاونية لكن في المنطقة التي تدار من قبل هذا النظام والهيكلية تلعب دور هام ضمن المجتمع، على سبيل المثال وليس الحصر، تنتشر منتجات الجمعيات والتعاونيات هذه بشكل سريع ضمن المجتمع والأسواق بسعر أقل من سعر السوق وبعيداً عن الاحتكار والاستغلال وتخفف من الضغط من كل النواحي حيث يعتمد الأهالي على هذه المنتجات من دون الحاجة إلى المدن والأسواق”.

الفائدة الأكبر للمرأة ذاتها لأنّها هي صاحبة المنتجات

كما بيّنتْ أنّ “الفائدة الأكبر لهذه والأعظم هي للمرأة ذاتها لأنّها هي صاحبة المنتجات هذه وتديرالاقتصاد، تدبّر المنزل وتربي أطفالها كما تقوم بتكوين امرأة ذات شخصية فاعلة ضمن مجتمعها، لتباشر بزيادة عدد المشاريع وتطويرها وإبداع أشياء أخرى إلى جانب هذه الجمعيات، لتقول: العديد من النسوة اللاتي عملن ضمن الجمعيات وطوّرن من ذواتهنْ اتجهنَ نحو مشاريع أخرى وأصبحن يدرن مشاريع وجمعيات ضمن اقتصاد المرأة”.

لتشير إلى الزراعة مرةً أخرى وتقول: “تحتل الزراعة ضمن اقتصاد المرأة القسم والمساحة الأكبر حيث تتراوح مساحة الأراضي 45ألف دونم لنزرع العديد من البقوليات في تلك الأراضي معدِدةً أصناف البقوليات والحبوب التي يتم زرعها (القمح، الشعير، الحمص، العدس بأنواعه، الجولابان) وغيرها من البقوليات، كما أنّنا نزرع كافة أنواع الخضار لإيفاء حاجة الشعب، لتسرد المشاريع الخاصة بالمرأة “مشروع جيان في مدينة ديرك التي تم تفعليها منذ أكثر من عامين ومشروع دم صال في ناحية تربة سبية منذ أكثر من 8سنوات، مشروع دكر قرابة عام، مشروع شفقة وخزنة في ناحية الدرباسية وهو مشروع لزراعة الخضروات ومشروع السد في مدينة الحسكة كما تم إنشاء العديد من الجمعيات في مقاطعة الشهباء وكوباني والمناطق المحررة. أردفتْ “لدينا مشاريع خاصة بزراعة الأشجار قام اقتصاد المرأة بغرس ما يقارب 4000شجرة مثمرة (الزيتون، المانغا، العنب، التين)”.
عن جودة المنتجات الزراعية والخضار والفاكهة قالت: “الهدف ليس فقط ربحي والبيع، بل بنفس الوقت ماهي نوعية وجودة الخضار والفاكهة التي يتم بيعها، إنّ منتجاتنا طبيعية لأنّنا نستخدم المياه الطبيعية ونحاول الابتعاد عن استخدام المواد الكيماوية والمبيدات لأنّنا كاقتصاد المرأة نقول عن نفسنا بأننا “اقتصاد بيئي”، من أجل صحة الإنسان والبيئة لذا نحاول الاهتمام بهذه المسائل”.

سلّطت الضوء على دور اللجنة في تدريب النساء وتقويتهن في كافة المجالات الحياتية وغيرها. حيث قالت: “عملنا كحركة المرأة ولجنة الاقتصاد بشكل خاص ليس العمل، إلى جانب ذلك نقوم بتدريب وتوعية النساء حيث تنضم النساء إلى الدورات التدريبية، لنا علاقات مع منظمة سارة ولجنة تدريب مؤتمر ستار، كما أنّنا نطرح أمور ومواضيع ثقافية واجتماعية ضمن النساء العاملات في المشاريع والتعاونيات.

لتنوّه إلى الدورات التدريبية المهنية الخاصة بالاقتصاد لأنّ أغلب أعمال النساء مرتبط بالزراعة، الخياطة وغيرها من الدورات. أضافتْ بفضل هذه الدورات تتمكن النساء من التعرّف على الأمراض الموجودة في المزروعات ومعالجتها.

لتلفت الانتباه إلى المناطق المحررة (طبقة، رقة، منبج، دير الزور) مع تفعيل اللجنة بعد تحريرها في العام 2019، وبيّنت أنّ اللجان الموجودة في تلك المناطق المحررة تجتمع تحت اسم “اقتصاد المرأة لتجمع نساء زنوبيا”، كما أنّ مشاريعهن جيدة.

تطرقتْ إلى عمل النساء في الشهباء رغم الظروف والحصار على المنطقة.

عن الأفكار التي يتبعها اقتصاد المرأة “كاقتصاد المرأة نتبع فكر القائد عبد الله أوجلان، لذا نقوم بتفعيل التعاونيات والجمعيات وكل أعمالنا هي من أجل تحقيق حرية الفرد وتمكين اقتصاد كومنالي مستقل.

مستشهدة بمقولة القائد من فتح الحدائق، زرع الأشجار تفعيل الكومينات وأن تكون المرأة واثقة من نفسها في كل المجالات.

اختتمت حديثها بالتأكيد على مواصلة المرأة نضالها في كل الساحات وخاصة المجال الاقتصادي الذي يراه الرجل حكراً على المرأة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى