سياسة

​​​​​​​منظمة RAWA النسائية: الشعب الأفغاني ممتنّ لأوجلان

قال القائد عبد الله أوجلان عن أفغانستان: “إن العامل الأكبر الذي سيؤثر على التغيير في آسيا الوسطى، سيكون تجربة التحول الديمقراطي في أفغانستان”. فيما عبّرت النساء الأفغانيات عن امتنانهن لنهج أوجلان.

مرت 23 سنة على المؤامرة الدولية ضد القائد عبدالله أوجلان. القائد الذي يواجه عزلة مشددة في سجن إيمرالي، يتم اعتباره قائداً للشعوب في هذه العصر من خلال أفكاره وآرائه.

ويوضح القائد عبد الله أوجلان أن المؤامرة الدولية ضده مرتبطة بسيناريو وهجمات احتلال العراق وأفغانستان. ويؤكد أن هذه الهجمات بدأت بالعملية التي نُفذت ضده.

تحدثنا مع إدارة الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني، اللواتي فضّلن عدم الكشف عن أسمائهن لأسباب أمنية، حول  مشاريع القائد عبدالله أوجلان من أجل حرية شعوب الشرق الأوسط والشعوب الأفغانية والمؤامرة الدولية.

لا يمكن لأي مؤامرة أن تحيّد الثورة عن طريق النصر

ونوّهت إدارة الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني  (RAWA) إلى المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان، وقالت إن المؤامرة لم تنجح، مضيفة: “هناك حركة تقدمية قوية في كردستان لا يمكن لأي مؤامرة أن تحيّد الثورة عن طريق النصر”.

بعد فترة قصيرة من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، بعد 20 عاماً، استولت طالبان على معظم المحافظات في البلاد. وكان القائد عبدالله أوجلان قد توقّع هذه الأوضاع في أفغانستان، وقال في ذلك: “يتم ملء الفراغ السائد بعد انهيار النظام السوفييتي بالهيمنة الأمريكية مع “الحرب العالمية الثالثة”. كما أنه سيمهد الطريق لصعود الصين كمنافس جديد محتمل. كان الهدف من الخطوة الأولى تجاه أفغانستان، هو أخذ زمام المبادرة والتدخل الفوري؛ حتى لا تتمكن روسيا والصين من ملء الفراغ الموجود في آسيا الوسطى. وكان تنظيما القاعدة وطالبان وسيلتين استخدمتا لتنفيذ هذا الهدف. لو أرادوا كان يمكنهم القضاء عليهما خلال 24 ساعة.  لكن من أجل شرعنة الحرب ووجودها، كان يجب أن يكون هذان التنظيمان دائماً على جدول الأعمال. وفقاً للتحضيرات التي تم إجراؤها، فإن الخطوة الأولى من الحرب بدأت بنجاح.”

’قدّموا النصر لطالبان‘

تقول إداريات الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني RAWA إن هذه المستجدات لم تكن مفاجئة لهم، وأشرن إلى أن الجهاديين وطالبان وداعش هم نتاج الحكومة الأمريكية، لا سيما وكالة المخابرات المركزية، التي تدار بدعم من المخابرات الباكستانية. وتابعن حديثهن حول مخططات القوى الدولية: “القوى الكبرى تستخدم عبيدها عندما يحتاجونهم ويغيرونهم عندما يرون الحاجة إلى ذلك. في الواقع  لقد تم منح النصر لطالبان. لكن هذا الاستقلال جلب المزيد من انعدام الأمن والاستقرار والفقر وإراقة الدماء والمزيد من الجهل والدمار. هذا الاستقلال كان في الأساس هدية لطالبان التي تتبنّى عقلية القرون الوسطى”.

مقترحات الحل التي قدمها القائد أوجلان لشعب أفغانستان

مثله مثل العديد من الشعوب، عانى الشعب الأفغاني من الاستغلال التاريخي للدول المهيمنة. يقول القائد عبدالله أوجلان إن الطريقة الوحيدة لحل هذا الوضع هي الحياة الديمقراطية والحرة، ويضيف حول الموضوع: “لقد أرادوا تطبيق كل من النماذج الجمهورية والملكية والاشتراكية الواقعية للقومية في أفغانستان. والنتيجة هي مجتمع أفغاني خارج عن السيطرة، وخالٍ من المبادئ، وفقد قدرته على تقرير المصير.

لا توجد أي ذهنية أو نظرية أخرى وإرادة لإعادة توحيد هذه المجتمعات وإيصالها إلى حياة أكثر حرية وديمقراطية إلا من خلال نظرية الأمة الديمقراطية. ما لم يتم حل المشكلات الاجتماعية ذهنياً، فلن يتم حلها بشكل جذري. نظرية الأمة الديمقراطية هي واحدة من أنسب الأطر للثقافات والشعوب ذات التنوع الكبير من آسيا الوسطى إلى الهند. كما أن الثقافات والشعوب في هذه الأماكن ، لو لم تكن واثقة وقوية، لما تمكنت من الحفاظ على وجودها عبر التاريخ من خلال العيش تحت سقف السياسية الكونفدرالية”.

تأثير القائد أوجلان على المقاومة الأفغانية

أعربت إدارة الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني RAWA  عن ارتياحها لأن القائد عبدالله أوجلان وصف الشعب الافغاني بـ “الشعب الأفغاني المقاوم”. وقالت إن ذلك  تحقق بفضل القائد أوجلان؛ وتابعت: “أينما يوجد قهر توجد مقاومة؛ سواء أكان في أفغانستان، كردستان، وسواء أكان في إيران، تركيا، باكستان، الهند، أمريكا اللاتينية، الولايات المتحدة الأمريكية أو إفريقيا. على الرغم من التشابه بين كردستان وأفغانستان من حيث الجغرافيا والثقافة واللغة والدين وما إلى ذلك.. فإن الوضع السياسي مختلف. حيث تضطر العديد من المناطق إلى إيجاد وسائلها الخاصة لتطوير الثورة في منطقتهم.

لقد عانى الشعب الأفغاني من الحرب والتطرف لمدة 40 عاماً. جميع المجموعات العرقية من الخزر والطاجيك والبشتون والأوزبك والنورستاني والباشاي وغيرهم الكثيرين. لقد عانوا جميعاً ذات المعاناة. في السنوات الأربعين الماضية عانى شعبنا من غزو قوتين كبيرتين، السوفييت ومن ثم الولايات المتحدة / الناتو؛ وتدخّل دول في المنطقة مثل باكستان وإيران والسعودية ودول الخليج وتركيا”.

فيما يتعلق بحل كل هذه المشاكل التي ذكرتها إدارة الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني RAWA ، يقول القائد عبدالله أوجلان: “ستكون تجربة التحول الديمقراطي في أفغانستان هي العامل الأساسي الذي سيغير آسيا الوسطى”. ونوّه على أن نموذج الإدارة الذاتية التي يحاول حزب العمال الكردستاني ترسيخه داخل منظومة المجتمع الكردستانية، مهم ليس فقط لحل المشكلة الكردية، ولكن مهمة أيضاً للشعب الأفغاني.

وحدات حماية المرأة ألهمت النساء الأفغانيات

تتصاعد نشاطات النساء المناهضة لطالبان يوماً بعد يوم في محافظات مختلفة من أفغانستان. تقول إداريات الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني RAWA إن النساء الأفغانيات تتابعن تجربة نضال ومقاومة النساء في روج آفا، وأضفن بهذا الصدد: “الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني  RAWA  وحزب المناصرة الافغاني (SPA) كانا التنظيمين الوحيدين اللذين روّجا للنضال والمقاومة البطولية لنساء روج آفا، وبشكل خاص في كوباني، بين الشعب الأفغاني وفي وسائل الإعلام. حتى عندما لم تقم وسائل الإعلام الأفغانية بتغطية أو متابعة الأخبار المتعلقة بمقاومة وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب YPJ و YPG ضد داعش، كنا المنظمة الوحيدة التي تحدثت في وسائل الإعلام، وأبدت تضامنها مع شعب كردستان. كما نظمنا مسيرة من أجل ذلك. لاحقاً وخلال هذه الأنشطة الأخيرة، بدأت النساء بالحديث عن المقاتلات في كوباني ورأين فيهن مصدر إلهام”.

أردوغان هو عرّاب داعش في المنطقة

مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة الأسطوريون هم أكبر عقبة أمام داعش وأمام السلطة التركية الوحشية والفاشية. وقد غيرت مقاومتهم كل المخططات التي استهدفت شمال سوريا. لو لم تقاوم روج آفا قوى العصور الوسطى هذه، لكانت داعش قد أصبحت قوة كبيرة في المنطقة اليوم واستمرت في وحشيتها. لا شك أن تركيا، بقيادة هتلر العصر (أردوغان)، تتحرك في المنطقة كعرّابة لمرتزقة داعش. نعتقد أن أشكال الدول ليست مهمة، يمكنهم اختيار أي اسم أو شكل من أشكال الحكومة لمواصلة استغلالهم. إذا حكم وطن ما من قبل مجموعة من المجرمين والطغاة والفاشيين، فلا يهم شكل الحكومة الذي يختارونه، لأنهم يضطهدون جميع الشعوب والمجموعات العرقية”.

بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 22 للمؤامرة الدولية ، يستمر الصمت الدولي، حيال الجرائم المستمرة التي ترتكبها الدولة التركية ومرتزقتها التي احتلت سري كانيه وكري سبي. إداريات الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني  RAWA استنكرن هذه الهجمات، وأضفن حول ذلك: “الحكومات الغربية تجاهلت في كثير من الأحيان محنة الشعب الكردي والجرائم التي ارتكبت ضدهم من قبل حكومة أردوغان الفاشية. هذه الحكومات تدافع فقط عن مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية. على الرغم من أنهم يصفون حكوماتهم كرمز للديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أنهم على استعداد دوماً للتعاون مع أي حكومة دكتاتورية”.

’لم يتمكنوا من عزل نهج أوجلان‘

وحول العزلة المشددة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، قالت إدارة الاتحاد النسائي الثوري الأفغاني، إنه لا يمكن عزل نهج أوجلان، وتابعت: “حكومة أردوغان الفاشية تستخدم أساليب قذرة لتدمير وإسكات الحركة التقدمية الكردية. والعزلة المفروضة على عبدالله أوجلان هي جزء من الخطة القذرة. يعتقدون أنهم بالقضاء على السيد أوجلان يمكنهم إسكات الحركة الثورية والتقدمية، لكنهم مخطئون. القوى الرجعية في أفغانستان اغتالت ميينا زعيمة RAWA واعتقدت أنها ستنهي منظمتها الثورية النسوية، لكنهم كانوا مخطئين”.

وأكدت إدارة RAWA أن القوى التقدمية واليسارية في أفغانستان تولي الكثير من الأهمية والاحترام لآراء وأفكار ومقاومة القائد عبدالله أوجلان، وأضافت: “السيد أوجلان ثوري تجذّر بين الشعوب. نحن نحترمه ونقدره. نحن ممتنون له لمقاومته النظام الفاشي التركي، ولأهميته في تعزيز دور المرأة في الثورة “.

Anha

زر الذهاب إلى الأعلى