المكتبةمقالات

الشهادة هي الثمن الذي يجب دفعه لأجل الحياة

نحن شعب فقد الكثير على مر تاريخه ، ولم يبق من الرجل والمرأة إلا القالب من غير ذات أو شخصية ولا أقول ذلك لأجل إحباط معنوياتكم بل أعمل بالتأكيد لأجل تطوير طموحاتكم فأنتم رجال ونساء بقي منكم الهيكل العظمي أو القالب أو خيالكم فقط فليست هناك علاقة ولا احترام ولا محبة وكل شيء معيب وفي مستنقع من الأزمات لا أعتقد أن هناك رجلاً محترماً يستطيع النظر النظر الى فتاة بشكل صحيح وأن هناك جريمة كبيرة في الميدان لأنه تم التلاعب بالإنسانية لأنه فرض أمور كثيرة لم تكن مقبولة في المجتمعات البدائية وتم خرق جميع القواعد والقوانين التي مرت بها البشرية جمعاء في مراحل تطورها حتى وصلوإلى مرحلة الفناء والانتهاء والثوري هي الدواء الذي يقضي على كل ذلك تماماً .

الأسلوب والطراز الثوري هو معنى هذه الشهادات العظيمة فحتى نحن نعتمد عليها ونقوم بأمور كثيرة ولايمكن أن يكون هناك معنى أخر للشهادة وطبعاً هذا وحده لاي يكفي ولا يمكن أن يكون هناك معنى أخر للشهادة وطبعاً هذا وحده لايكفي لايمكن للإنسان أن يستشهد لأجل أن يكون شهيداً .

ولابد أن يكون تكون هناك حياة ثمنها الشهادة فهم يموتون لأن ذلك ضروري ولا يموتون لأجل أن يكون هناك مزيداً من الموت أو مزيداً من إراقة الدماء فإذا لم يكن الاستشهاد ضرورياً لن يقوموا بإراقة نقطة واحدة من الدماء وحقاً فإنني لا أستطيع تخيل ذلك فلماذا أنا أقوم بممارسة مثل هذه الحياة ؟ لاحظوا أنني أعيش حياة لايمكن تحمل أبعادها ، فأنا لاأقبل التضحية السهلة ولايمكن أن أفكر في موقف قاتل أبداً لماذا ؟ نظراً لاحترامي للحياة ، وخاصة إذا كانت لنا علاقة بحياة جماعية فلن نموت بسهولة  وأريد أن أقول بأن الذين يموتون بسهولة هم بعيدون عن حقيقتنا التنظيمية ومتخلفون عنها ، فإنني أغضب كثيراً لمثل هذا السقوط السهل وإنني لا أقصد الشهداء هنا فمن الذي أقصده إذاً ؟ أنا أقصد نفسي فمثلاً اتخذ هذا الموقف حتى أبعد شبح الموت ، وحتى أصفح عن نفسي واستسمح ذاتي وهل يعلمون أنهم مسؤولون مائة في المائة وكان بمقدروهم  تعديل الأمور بتدابير بسيطة ولم يقوموا بذلك بل يقومون بإغراق من يعيش في مواجهتي بالغضب والأسى على ذلك وهل يعلمون بمدى انحطاط وسقوط الذين يبقون في مواجهتي ؟ ويجب أن لا يقول البعض ( إن التنظيم لا يفهمنا ) أو ( أن قوانين الحياة لا تستطيع رؤية كيفية الموت الذي نسعى إليه ) كلا إنها ترى ، وكما قلت فإننا نقدر الشهادة عالياً وأقول بصراحة مطلقة : بإننا لن نقبل أبداً بقطرة دم واحدة تراق في غير المكان والزمان المناسب فأنا لا أحيا كما أريد ولكن مثلما أطمح إلى الحياة الكبيرة أتمسك بالموت العظيم أيضاً وأحتفظ به إلى جانبي .

فهذا هو المستوى الذي يجب تمثيله في هذا النوع من القضايا ، ويجب أن لا نخدع أنفسنا فلا يمكن قبول التخلي عن الحياة رغم كل هذه الخسارة أو النواقص

إنكم تضعون أنفسكم بسرعة ، فالحياة أمر لايمكن تناولها بهذه السهولة ولا يمكن

تناولها بهذه السهولة ولا يمكن أن تكون هناك حياة من دون العلاقات المتبادلة بين الجنسين فإذا كانت الخطوة الأولى هي الحياة فإن الخطوة الثانية هي الحياة المنظمة بالحقائق الاجتماعية ، وهذا أمر يمر عبر اتحاد الرجل والمرأة فما دام هذان الأمران في خطر كبير لدينا ، فعلى كل واحد أن يفهم معنى عمله ونشاطه ومفهوم حياته .

وحسب قناعتي فإن ماتعيشونه حتى الأن كان يجب ألا يكون ، فكيف وقعتم ولماذا تموتون بسهولة ، وتقتلون ؟ كل هذا كل هذا يجب أن لا يكون فحتى لو حدث هذا فإنني أتغاضى عنه ، فليس في فلسفتي ومواقفي مايوافق على ذلك ، أو يصادق عليه فمنذ اليوم الأول وحتى اليوم ومنذ أن عرفت نفسي أعيش بدون رحمة أو بمعنى أخر لا أعيش مطلقاً ، وبمعنى أخر أيضاً أحيا أرقى حياة فهل كانت السلطة العليا متمثلة في االوالدين ؟؟ فقد واجهتهما مثل الملوك ، ولا زلت كذلك إذ أقف في مواجهة العالم بأكمله فأنا أيضاً صاحب مبدأ وأحترم حياتي فهذا مافهمته وهكذا أمضي . نعم هذا هو الذي يجذبكم ، وربما  تأثرتم من ذلك ولكن التأثر وحده لا يكفي  ، ولستم من الأشخاص العاديين وأنتم تليقون بهذا وتقولون رفاق الحرب لبعضكم وترون أنفسكم لائقين بتأسيس الجيش والأركان وأن تكونوا قادة وعندها يجب عليكم دفع ثمن ذلك ، فليس من السهل أن تكون رفيقاً لي أما إذا اعتقدتم بأن الرفاقية معي سهلة فانت مخدوع ومخادع .

وهذا أسوأ مايمكن أن تجده لدى الرفاقية فيجب القيام بكل شيء نحو الرفاقية إلا ذلك .

إن كل ذلك ليس ضرورياً لأجل موت امة أو بقائها فقط ، بل هو ضروري للإنسانية جمعاء ولا استطيع تصور إنسان لايقوم بالتضحية ِفي سبيل ذلك ولا نستطيع التفكير في عدم التضحية بعواطفنا وغرائزنا وتسخيرها لخدمة هذه الأهداف أما اذا تم الإصرار على الوقوف في القطب الاخر فعلينا خوض حرب شرسة ضد ذلك فلا يطلب منا احد العبودية بين صفوفنا والجهل الذي هو دعاية للعبودية ولا الارتباط البسيط فنحن لن نوافق على ذلك مطلقاً أما إذا كان منفتحاً أمام الحرب لاجل التحرر فأصبح أكبر خادم له وفي أمرته وحربه وأنا أقوم بهذا العمل أصلاً .

وكما ترون فإن تكامل الحياة مع حقيقة الحرب والحزب بات أمراً واضحاً ونقياً ومن الأهمية الكبرى بمكان أن تقوموا بإبعاد أنفسكم عن النواقص والأخطاء على هذا الأساس وأن تكونوا مؤهلين فهذا الأمر لايمكن العيش بدونه ، فهذا ليس مهمة فقط بل هو حق من حقوقنا .

حق من أن تكون إنساناً وهذا يخلق طموحاً جامحاً والطموح الكبير يؤدي إلى تنظيم وحرب كبيرة ، والذين يحاربون بعظمة يملكون علاقات عظيمة أيضاً في كل وقت العلاقة العظيمة للأمة ، والحرية ، وحتى العلاقة العظيمة في الفردية والمحبة والفنون ونحن بحاجة إلى ذلك وقد استطعنا فتح الطريق أمام ذلك بعض الشيء وعليكم اغتنام هذه الفرصة واعتمدوا على الطاقة التي تستمدونها من شبابكم لتقوموا بالأمثل والاعظم ، وإلا فإن عدم استيعاب هذا والسير متخلفين عن ذلك أمر غير مقبول ، ولن يكسبكم شيئاً وعليكم أن تقولوا إن هذه بداية جيدة للانطلاق وأن تشعروا بحاجتكم إلى الغنى في الاستيعاب مثلما تشعرون بالحاجة إلى بذل الجهود وأن تشعروا بحاجتكم إلى الغنى في الاستيعاب مثلما تشعرون بالحاجة إلى بذل الجهود ، وأن تقوموا ببذل هذه الجهود في المكان الصحيح .

مقتطفات من كتاب كيف نعيش للقائد أبو

زر الذهاب إلى الأعلى