المكتبةنشاطات

إلهام أحمد: يجب بناء أسرة ديمقراطية خالية من العنف لبناء مجتمع ديمقراطي

شددت إلهام أحمد، خلال المحاضرة التي ألقتها حول العنف على المرأة ومناهضة العنف؛ على ضرورة بناء أسرة ديمقراطية خالية من العنف لبناء مجتمع ديمقراطي".

مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الواقع في 25 تشرين الثاني، كشفت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا عن برنامج فعالياتها؛ وكان من ضمن هذه الفعاليات إلقاء محاضرات للقوات العسكرية.

نظّم مؤتمر ستار اليوم الأربعاء 16/11/ 2022، محاضرة لقوى الأمن الداخلي في مدينة قامشلو، وحضر المحاضرة ما يزيد عن 400 عضو قوى الأمن الداخلي، وقد ألقيت المحاضرة في قاعة الاجتماعات لحزب الاتحاد الديمقراطي.

بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وألقيت المحاضرة من قبل رئيسة الهيئة  التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطي، إلهام أحمد.

استهلت المحاضرة التي كانت حول العنف الممارس على المرأة في المجتمع بالقول: “ينتشر العنف في المجتمع، في الحياة وهذا العنف الممارس ضمن المجتمع يمارس من قبل الذهنية الذكورية وبخاصة العنف الممارس على المرأة، حيث تقوم النساء في كافة أنحاء العالم بالنشاطات والفعاليات الخاصة من أجل القضاء على العنف المرأة وإنهائه”.

وعرّفت مفهوم العنف وبيّنت أشكاله “وللعنف مفهوم لذا يجب الوقوف عليه وشرحه وإبراز أشكاله؛ العنف: هو ممارسات وسلوكيات تمارس من قبل جهة معينة، بخاصة من قبل الرجل على المرأة على الطفل، من قبل الدولة على المجتمع؛ من قبل السلطة الحاكمة”.

كما وشددت على ضرورة النقاش حول موضوع العنف بشكل عام وبخاصة السلبيات التي يحملها العنف، أشكال العنف؛ والعوامل المؤدية إلى العنف؛ للعنف أنواع ومنها” العنف الجسدي، الذهني، النفسي، الذهني والجنسي وكل أشكال العنف الممارسة   يقوم الرجل بممارستها على المرأة ولها آثار كبيرة وخطيرة على المرأة، وعلى المجتمع بأكمله عندما نريد تقييم هذا الوضع نرى أن العنف منتشر في كل دول العالم وبشكل واسع كما وله الكثير من الآثار السلبية.

وحول الحروب الناجمة عن ذهنية السلطات والأنظمة الحاكمة في المجتمعات قالت: “تنجم الحروب نتيجة الذهنيات التي تمارسها الدول الحاكم والنظم العالمية من أجل فرض هيمنتها على المجتمع، لكي تتعدى على حدود دول أخرى والعنف موجود في قمة النظام الهرمي فالذهنية الذكورية هي التي تسببت بتأسيس النظام الهرمي، فوجود كل هذه الأشكال الممارسة من العنف على المرأة والمجتمع سببه الذهنية الموجودة وثقافتها”.

النظام التعليمي المتبع من قبل النظام واتباعه من قبل العائلة بحد ذاته شكل من أشكال العنف

مشيرةً إلى النظام التربوي والتعليمي ضمن العائلة وفي النظم الموجودة “إنّ هذا النظام الحاكم هو الذي يقوم بتدريب كلا الجنسين، فثقافة تدريب وتنشئة الفتاة تختلف عن ثقافة تدريب وتنشئة الطفل الشاب، كما وتختلف المبادئ والمصطلحات بين الرجل والمرأة فهو الحاكم والمالك، المسيطر أما المرأة هي تابع للرجل وتبقى تحت حكم الرجل كما يحق للرجل ممارسة شتى أنواع العنف على المرأة تلك التي تسلبها إرادتها وفكرها وبالتالي التمييز بين الجنسين من خلال التدريب والتوعية يؤدي إلى نشوء ثقافة العنف وينجم عن هذه الثقافة حالات العنف (الاغتصاب، زواج القاصر، وغيرها من أشكال العنف)”.

منوهةً إلى ضرورة وجود استراتيجية من أجل بناء مجتمع سليم خالٍ من العنف؛ “عند عدم وجود هدف استراتيجي أو وضع المبادئ على أساس مجتمع ديمقراطي سليم ستزداد حالات العنف في المجتمع وعلى المرأة، ربما ألا يكون العنف جسدياً بل نفسياً وعندما تحاول الفتاة التحرر من الذهنية تواجه بالقمع من قبل الذهنية، فكل شيء مباح للرجل ولا يجوز للمرأة القيام به، لذا من الواجب أن نتطور أكثر لكي نواجه كافة أساليب العنف الممارسة من قبل النظام”.

حمّلت مسؤولية توعية المجتمع للحركات والتنظيمات النسائية وأجهزة الأمن لإقامة علاقة متوازنة بين الرجل والمرأة وبخاصة مع حكم الرجل لكل مفاصل الحياة، رغم كل شيء لايزال الرجل متحكم بكل شيء وأكدت على ضرورة تحرير المجتمع من كافة الرواسب التي تتسبب في ممارسة العنف عن طريق العشيرة والعائلة وغيرها، فالمنطقة تواجه الكثير من أنواع العنف منها الثأر والانتقام تساءلت ما هي الحاجة الملحة لوجود الثأر؟

“المرأة، الحياة، الحرية”، شعار انتشر في مناطق روجهلات كردستان هل للحياة وجود من دون المرأة، المرأة هي عنصر للحياة، مع قتل المرأة تقتل الحياة فهي تستحق العيش؛ ويجب على الرجل مكافحة العنف ويتم ذلك من خلال مراجعة نفسه وأفكاره والتعرف على أخطائه والتخلص من ذهنية التسلط”.

وأكّدت على ضرورة بناء مجتمع ديمقراطي قالت: لبناء مجتمع ديمقراطي يجب بناء عائلة ديمقراطية يكون فيها الرجل والمرأة متساويان في الحقوق والواجبات وتحديد أسس سليمة بين الطرفين وتقاسم الحياة وجعلها مشتركة في كل الأمور وتخطي العوائق الموجودة والأهم من هذا تغيير المصطلحات وإدراكها وإدراك أنّ المرأة ليست ملك وليست للتحكم بها فالعلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تشاركية”.

في الختام ركّزت على ضرورة إقامة ثورة ذهنية وثقافية جذرية لتحرير المجتمع والمرأة بشكل خاص من العنف وقالت: “عندما يتم التطرق إلى ثورة روجافا شمال وشرق سوريا، الكل يشير إلى موضوع المساواة بين الجنسين وهي أكبر ثورة تم تحقيقها؛ كما أنه من الضروري إقامة ثورات ذهنية وثقافية جذرية لتحرير المجتمع والمرأة بشكل خاص من العنف”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى