المكتبةمقابلة

عزيمة دنيز”كل ما يُمارس منافٍ للقوانين والمواثيق الدولية”

بيّنت عزيمة دنيز، إدارية مجلس ناحية تل كوجر، بأنّ "القائد أفسح المجال أمام المرأة لتناضل من أجل نيل حريتها، كما أنّ المقاومة والنضال أصبحا الأساس المتين من أجل الحرية".

بدأت المؤامرة الدولية في ال 9 من تشرين الأول 1998، والتي لم يشهد لها التاريخ السياسي مثيلاً، لتستمر المؤامرة حتى الـ ١٥ من شباط 1999، أي أربعة أشهر؛ نتيجة للضغوط الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية على سوريا.  أُجبِرَ القائد عبدلله أوجلان للخروج من سوريا قائلاً:” لو تم حل القضية في ذلك الحين، لما عشنا منذ 24 عاماً كل هذه المآسي”.

وتم تقييم هذه العملية كأهم عملية للناتو؛ ليوصفها القائد  بـ “أكثر مرحلة حرجة أطلقها نظام الاستبداد في شخصي ضد الشعب”.

المؤامرة التي دامت قرابة أربعة أشهر مع عدم إيفاء الدول الإمبريالية والمتآمرة أيّاً من وعودها حتى تم إلقاء القبض على القائد أوجلان.

والقائد عبد الله أوجلان، كان أوّل قائد يعزز قيم ومبادئ الديمقراطية، حرية المرأة، وبناء مجتمع أيكولوجي.

حيث يؤكّد في مرافعاته وتقييماته كلها على ضرورة تحرير المرأة ويرى علاقة وطيدة بين تحرّر المجتمعات وتحرر المرأة؛ إذ يقول: إنّ تحرر المجتمع متعلّق بتحرر المرأة”. حول هذا الموضوع كان لنا لقاء مع إدارية مجلس ناحية تل كوجر، التابعة لمقاطعة قامشلو، عزيمة دنيز.

السؤال الأول ماهي أسباب وتداعيات المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان؟

عندما نتحدث عن المؤامرة الدولية التي أُحيكتْ على القائد عبد الله أوجلان،  من غير الممكن أن نقول بأنّ هذه المؤامرة أُحيكتْ على القائد عبد الله أوجلان أو ضد حركة سنأخذ هذا الموضوع ضمن إطار ضيّق؛ لأنّ القائد عبد الله أوجلان لم يعمل ويمثل من أجل شعب واحد أو أرض واحدة، بل كانت كل أفكاره من أجل كافة المكونات والشعوب في المنطقة وبخاصة شعوب منطقة الشرق الأوسط و بشكل خاص كردستان التي تتمثل بكونها مركز كافة المكونات والشعوب في منطقة الشرق الأوسط.

“حرية الشعوب، اتحاد الشعوب”

عندما نقرأ أفكار القائد عبد الله أوجلان نرى الغنى الثقافي والشعبي؛ ففي كل مرافعة للقائد يؤكِّد القائد عبد الله أوجلان على أهمية حرية الشعوب، اتحاد الشعوب، الأفكار الحرّة وأخوة في الأرض. عندما نسمع ونرى هذه التقييمات نعلم أنّ هذه الأفكار تُمثِّل منطقة الشرق الأوسط.

المؤامرة الدولية التي بدأت ضد فكر وفلسفة القائد، كانت لها بوادر؛ كيف أثّرتْ هذه المؤامرة على أعمال وفعاليات المرأة في سوريا؟

إنّ هذه الهجمات لم تكن على شخص واحد؛ كانت هجمة كبيرة وواسعة فالدولة البريطانية كانت قوية من الناحية السياسيّة كانت تحاول الهجوم في كل مرة من الناحية السياسيّة؛ أمريكا كانت قوية من الناحية العسكرية والاقتصادية والدولة التركية كانت قوية بسياسة الإنكار والإمحاء وسياسة إبادة الشعوب، هذه الهجمات كانت تستهدف المرأة، الأرض، القوميات فهي تشملُ الكون بأسره.

القائد يرى في موضوع المرأة أنّها الحلقة الأساسيّة من أجل الحريّة وإيجاد فكر حر خاص بالمرأة؛ مع تحرّر المرأة سيتحرر تاريخٌ بأكمله، ستتحرر الثقافة، القوميات والأرض لذا فإنّ هذا الفكر وهذه الفلسفة يُشكِّلان تهديداً كبيراً على مصالح الدول الإمبريالية والسلطويّة.

لذا بدؤوا برسم مخططات وإيجاد طرق للقضاء على أي نوع من التحرر، ومن هنا بدأت الهجمات على المرأة؛ القائد حاول تحرير المرأة ونظر إلى هذا الموضوع من الجانب الإيجابي لكنْ الدول المهيمنة والاستعمارية شنّتْ هجوماً شاسعاً، وبالإمكان القول: بأنّ الحرية والهجمات كانا بين نضالٍ كبير.

رغم اعتقال القائد عبد الله أوجلان، ومحاولة منع نشر أفكار القائد عبد الله أوجلان في كل أرجاء العالم؛ إلّا أنّ هذه الأفكار دوى صداها، وكان لها دور كبير من إعلاء شأن المرأة.

هذه الأفكار كيف ساهمتْ في تطلّعات النساء للتحرر في مناطق شمال وشرق سوريا، وبخاصة تأسيس أوّل حركة نسائية في المنطقة باسم اتحاد ستار؟

عندما نعود إلى التاريخ ونرى تاريخ الدول الاستعمارية التي تستند إلى مفهوم الاستعمار؛ آنذاك لم يولِ أي طرف أو أي دولة أو نظام الأهمية للمرأة ودورها في المجتمع، أو النظر إليها على أساس مبادئ ومقاييس الحياة كما وحاولتْ غالبية الدول بالوقوف في وجه هذه الأفكار.

أما القائد عبد الله أوجلان هدف إلى إيجاد بديل للحداثة الرأسمالية، فكانت الأمة الديمقراطية وهذا الفرع يتطرق إلى موضوع تحرر المرأة الذي لم يشرْ إليه أي أحد أو عبر أي تاريخ، فإنّنا لاحظنا هذا من خلال قراءتنا للتاريخ وتحليلنا للوقائع؛ بالإضافة إلى ذلك منع المرأة من النضال في وجه هذه الأنظمة.

“المقاومة و النضال أصبحا الأساس المتين من أجل الحرية”

من فتح المجال أمام المرأة لكي تناضل من أجل نيل حريتها هو القائد عبد الله أوجلان، لذا ومع تأسيس أول حركة نسائية في مناطق غرب كردستان والذي عُرِفَ باسم (اتحاد ستار)، كل النساء ألتفت حول هذه الحركة، كل حركة تأسّست بادرتْ النساء إلى الانتساب إلى تلك الحركات؛ عندما بدأت حركة الشبيبة الثوريّة في سوريا تعالى صوت المرأة الشابة وأسّستْ اتحاد المرأة الشابة، كما وانتسبتْ النساء إلى وحدات حماية المرأة، ولعبت المرأة الدور الهام في كل المعارك التي خاضتها ووقفتْ في وجه كل القوى والنظم الاستعمارية، أضفُ إلى ذلك العمل الاجتماعي، الذي لعب الدور البنّاء في النضال والمقاومة كل هذه الحركات أفسحتْ  المجال لكي تكون أساس العمل من أجل الحرية.

ما هو هدف هذه الدول الاستعمارية والاحتلالية من هذه المؤامرة الدوليّة التي أُحيكتْ ضد القائد عبد الله أوجلان؟

قالتْ مستشهدةً بمقولة القائد بصدد فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، إنّ القائد عبد الله أوجلان يقول: “أفكاري لا تمثلني بل تمثِّل الحقيقة أيضاً”؛ في سياق حديثا أشرْنا إلى السياسات المتّبعة من قبل الدول الرأسمالية فكل دولة لها نموذج على سبيل المثال (بريطانيا تعتمد بالدرجة الأولى على  السياسة، وأمريكا ميلها اقتصادي وعسكري، أما إسرائيل وتركيا تميلان إلى سياسة الإنكار والإمحاء)؛ عندما يكون لهذه الدول استراتيجيّات وخطط هيمنة، فهي لا تقبل بوجود حليف لها وبخاصة فكر القائد عبد الله أوجلان الذي كان مختلفاً تماماً عن أفكارهم وأطماعهم، الفكر البعيد عن الدولتية والاستعمار فكر قائم على مبدأ الاجتماعية يطيح بسدة الحكم؛ المجتمع الذي يدير نفسه بنفسه ويمثل ذاته،  لذا استشعروا بخطورة الموقف، وعندما اتفقوا قبل المؤامرة كانت واحدة من أهم البنود هي فكر القائد؛ لأنّه يغذي الشعوب بالحرية، والشعوب التي تنتفض بوجه الظلم تدحر الاستعمار والاحتلال.

كانوا يروون في المؤامرة القضاء على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان؛ لكن هذا الفكر لم يتوقّف عن المد إنّما القائد عبد الله أوجلان بدأ بنضال كبير وأعطى دماغ البشريّة علماً جديد، في ذلك الوقت تمكّننا من التعرّف على ذاتنا وحقيقتنا كما وأدركنا حقيقة الاستعمار؛ كما أنّ القائد عبد الله أوجلان يدعونا في كل مرة لرمي الحداثة الرأسمالية.

 

المؤامرة الدولية دخلت في عامها ال 24، وتحاول الدولة التركية والقوى المتعاونة معها في المؤامرة من تشديد العزلة، كما يقومون بفرض العقوبات الانضباطية. برأيكم من خلال هذه الممارسات هل يريدون كسر إرادة الشعوب؟

القائد عبد الله أوجلان يمثل كافة الشعوب؛ لذا عندما يقومون بتشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان فهم يقومون بفرض العزلة على الشرق الأوسط، وعندما يمنعون لقاء القائد مع ذويه ومحاميه فهم يريدون القضاء على وجود الشعب الكردي في المنطقة وعدم الاعتراف بالقوميات.

عندما ننظر إلى القوانين والمواثيق الدولية نرى بأنّه لا يوجد قانون دولي يُطبّق بحق القائد عبد الله أوجلان، لذا ما يتم فرضه على المجتمع أيضاً مخالف للقوانين التي يفرضونها. من خلال ممارساتهم يريدون إبقاء شعوب المنطقة في الظلام والقائد يحاول رفع القناع والكشف عن الحقائق والمطالبة بحق الشعب في تقرير مصيره.

لكي يتم إفراغ المؤامرة الدولية ما هو الواجب القيام به؟

لكي نفرغ هذه المؤامرة الدولية يجب علينا نحن كشعوب المنطقة من التوحّد، لأنّ الدول الاستعمارية لا تساند وتدعم الشعب، بل هي التي تقوم بفرض أفكارهم المهيمنة، لذا يجب أن يتم تنظيم الشعوب وأن تقوي النساء أنفسهن من الناحية الفكرية والالتفاف حول القائد كحلقة.

ما هي كلمتكم الأخيرة التي توجهونها وبخاصة إلى النساء اللاتي يناضلن في سبيل تحقيق الحرية الجسديّة للقائد. ويتحليّن بفكر وفلسفة القائد؟

القائد عشق؛ لذا أمنية أو طلب لا يكفِ من أجل تحقيق حرية القائد الجسديّة، يجب علينا نحن النساء الالتفاف حول القائد وأفكاره كحلقة، اليوم وعندما نرى الانتفاضات التي تقوم معتمدين شعار “المرأة، الحياة، الحرية” له شيء عظيم، أو قول الشهيد مظلوم دوغان “المقاومة حياة” أصبح إرث في العالم، والمقاومة مستمرة لذا يجب أن نحيّ هذه المقاومة وهذه الحياة مع القائد عبد الله أوجلان.

زر الذهاب إلى الأعلى