المكتبةنشاطات

حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي موضوع جلسة حوارية في الشهباء

انتهت الجلسة الحوارية التي نظّمها كل من مؤتمر ستار ومركز أبحاث ودراسات علم المرأة (الجنولوجي) وهيئة البلديات بالتأكيد على ضرورة إعادة تدوير النفايات واستخدام المواد العضوية لتغذية التربة، وحماية حقوق الحيوان وخاصة المهددة بالانقراض، من أجل الحد من مشاكل التلوث وحماية البيئة.

تحت شعار”تمر الوطنية المثلى من التشجير ونشر الغابات”، دعا مركز دراسات و أبحاث علم المرأة (الجنولوجي) ومؤتمر ستار و هيئة البلديات عبر جلسة حوارية إلى حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي.

حيث نظّم مركز دراسات وأبحاث علم المرأة “جنولوجي” ومؤتمر ستار وهيئة البلديات في مقاطعة الشهباء، اليوم الثلاثاء 28 آذار، جلسة حوارية حول مفهوم الإيكولوجيا وكيفية التعمق بها تحت عنوان “تمر الوطنية المثلى من التشجير ونشر الغابات”.

عقدت الجلسة الحوارية اليوم في حديقة مخيم برخدان بحضور أعضاء من كافة المؤسسات المدنية، الزراعة، الاتحاد الإيزيدي، مجلس الصحة، مجلس عوائل الشهداء، حركة المجتمع الديمقراطي، مجلس سوريا الديمقراطي، قوى الأمن الداخلي، حزب الاتحاد الديمقراطي، عضوات مؤتمرستار، مركز دارسات وأبحاث الجنولوجي (علم المرأة).

وتمحورت الجلسلة الحوارية على محورين أساسيين الأول كان معنون باسم: الإيكولوجيا ومعناها، أما المحور الثاني كان تحت عنوان البيئة وكيفية الحفاظ على البيئة، حيث أدارتْ المحور الأول عضوة منسقية مؤتمر ستار، عفرين_ الشهباء، ريحان علو والمحور الثاني، الإدارية في لجنة المرأة بهيئة البلديات بإقليم عفرين_ الشهباء، نسرين جاويش.

جاء في المحور الأول الذي أدارته ريحان علو، من أجل التعرف على مفهوم الأيكولوجيا والتعمق بها أكثر للوصول إلى مجتمع سياسي أخلاقي يجب معرفة مفهوم الكلمة، موضحةً بأنّ الكلمة مشتقة من كلمتين وهي يونانية الأصل وتعني المسكن أو البيت والعلم، وهذا ما يوضح بأنً مفهوم الأيكولوجيا بأنه مفهوم يدل على العلم الذي يهتم بدراسة العلاقات القائمة بين مكونات البيئة من كائنات حية مختلفة بما في ذلك الحيوان والنبات والإنسان من جهة وبين مكونات البيئة الأخرى من تربة و ماء و غازات جوية و أشعة كونية و غيرها. لمعرفة و دراسة القوانين و المبادئ المتحكمة في هذه العلاقات و توازنها و تفاعلها مع بعضها البعض”.

ليتم لفت الانتباه إلى الحاجة الماسة والملحة من لإعادة النظر في أسلوب التحليل البيئي، “فالحاجة أصبحت ملحة أكثر في السنوات الأخيرة لإعادة النظر في أسلوب التحليل البيئي، و بالمقابل أصبحت المجتمعات تمارس ضغوطاً أدت لظهور مشاكل بيئية متفاقمة و تهدد الأحياء التي تعيش على سطح الكرة الأرضية. فالمجتمعات الصناعية تعامل البيئة كمصدر مضمون لا يضيره استنزاف موارده و هذا شيئ منافي للواقع لذلك يتوجب علينا معرفة ماهية العلاقة بين الطبيعة و الإنسان، المسؤولية الأخلاقية  الملقاة على عاتق الإنسان كذلك دور المرأة في حماية البيئة و الترابط الحسي بين المرأة و الطبيعة”.

في إشارة منها إلى الرأسمالية الصناعوية التي قامت بفرض إيديولوجية سلطوية لتدمر البيئة “وفي ظل سيطرة الرأسمالية الصناعوية على كافة مناحي الحياة  لفرض أيديولوجية سلطوية تدمر الطبيعة والاقتصاد المجتمعي مما أدى إلى ازدياد الصراع و الوصول إلى حروب مدمرة باختراق التوازن البيئي من قبل الإنسان نفسه هذا الاختراق أصبح خطراً على الوجود البشري و يهدد البشرية بالزوال”.

لتتابع بالحديث عن الطبيعة منوّهةً إلى براديغما القائد عبد الله أوجلان بصدد الطبيعة حيث قالت: القائد عبد الله أوجلان فيلسوف الكونفدرالية الديمقراطية قسم الطبيعة إلى 3 طبيعيات:

الطبيعة الأولى تمثل الكون، الطبيعة الثانية تمثل المجتمع أما الطبيعة الثالثة هي علاقة التوازن بين الطبيعتين السابقتين، فهو يرى بأن الطبيعة حية مثل الإنسان و الإنسان غدا وحشا كاسراً تجاه الطبيعة ينهش فيها بلا رحمة عن طريق الحداثة الرأسمالية، لتضف إلى ذلك قسم من تقييمات القائد الذي قيّمها في مرافعته المعنونة ب “الدفاع عن الشعب”:

لن تنجو أي تعبئة اجتماعية مفتقرة للوعي الإيكولوجي من الانهيار والتردي، مثلما لوحظ بكل سطوع في ظاهرة الاشتراكية المشيدة، الوعي الإيكولوجي هو وعي إيديولوجي أولي. وهو أشبه بالجسر الرابط بين حدود الفلسفة والأفاق الأخلاقية. و السياسة الهادفة إلى الخلاص من الأزمة العصرية الراهنة، لن تفضي إلى نظام اجتماعي صحيح مالم تكن سياسة إيكولوجية، و مثلما هي الحال في معضلة حرية المرأة، فالسلطة الأبوية الدولتية المهيمنة هو التي لعبت دوراً أساسياً في هذه الحياة المشحونة بهذا الكم الهائل من الأخطاء و الإهمال في حل المشاكل الإيكولوجية، كلما طورنا من الإيكولوجيا و الفامينية، فستختل كافة توازنات نظام السلطة الأبوية الدولتية الحاكمة. لن يتسم أي نضال أو صراع حقيقي في سبيل الديمقراطية و الاشتراكية بالتكامل، إلا بتطلعه إلى حرية المرأة و تحرر البيئة كمأرب أولي . وصراع نظام اجتماعي جديد متكامل على هذه الشاكلة، إنما هو أحد أشكال النفاذ من الفوضى الحالية بأسمى المعاني”.

ليتم التشديد على أنّ المرأة صاحبة العلاقة الأقوى مع البيئة ومواردها، فهي تربي الأجيال وتنمي لديهم الإحساس تجاه البيئة وتزرع لديهم حب قيم الجمال و الطبيعة منذ الصغر.

فطبيعة تكوين المرأة تشبه الطبيعة بعطاءها ومن خلال مراقبة الطبيعة اكتسبت الخبرة منها للاستمرارية و العطاء، فالمرأة تقدس الطبيعة والأرض وهذا ينبثق من ثقافة و ميراث الأم الآلهة و جذورها التاريخية في مهد حضارة الشرق الأوسط منبع كل الحضارات.

حيث كانت هناك ثقافة أخلاقية عند الجميع فالإنسان أصبح يتدبر كل أموره من الطبيعة دون الاعتداء عليها، كذلك الحيوانات تتغذى على بعضها من أجل الاستمرار لا من أجل القتل و الإبادة”.

ليتم التركيز على المبادئ الايكولوجية التي يجب تنظيمها كبديل للعالم الرأسمالي ، يمكن مناقشتها في الأكاديميات و توضع لها المشاريع و الحلول التي تصحح ذهنية التحكم بالطبيعة مقابل ذهنية التحكم الموجودة لدينا بالطبيعة و المرأة على حد سواء، فينبغي البحث عن مخرج جديد عن طريق الجينولوجيا و ذلك عندما يمتلك المجتمع نظرة بيئية و بتوافق الذكائين التحليلي و العاطفي يمكن أن نشيد بشكل أكثر منظومة العصرانية الديموقراطية ، و إذا كانت الطبيعة هي الحقيقة الأساسية للمجتمع، ينبغي على الإنسان أن يخرجها بمعرفة قوية للتاريخ و بإيدلوجية متعمقة. ويصبح هذا أحد الميادين الأساسية لعلم البيئة الإيكولوجيا، الذي يكون في علاقة نصف حيوية مع الجينولوجيا”.

فيما قرأت المحور الثاني نسرين جاويش، الإدارية في لجنة المرأة في هيئة البلديات إقليم عفرين_ الشهباء حيث بدأت قراءة الجلسة بالقول: “البيئة، هي المحيط الذي يعيش به الإنسان بمكوناته الحية وغير الحية وهو من أهم الأمور الواجب الاعتناء بها لعيش حياة صحية وخالية من الأمراض وتضم الأنظمة الطبيعيّة مثل (الحيوانات، والغابات والظواهر الطبيعية وأيضاُ الموارد الطبيعية والفيزيائية)، وأيضاً وجدت في الطبيعة من دون تدخل بشري مثل المناخ والهواء والماء والشحنات الكهربائية والمغناطيسيّة والجاذبية الأرضية، توجد عدد من المصطلحات التي تدخل في نطاق البيئة، مثل (التلوث البيئي)، مركزةً على مراحل البيئة الثلاث،  للبيئة ثلاث مراحل أساسية:

1_ البيئة الطبيعية تشمل الغلاف الجوي والمائي والبري والمحيط الجوي

2_ البيئة الاجتماعية هي الإطار الذي تحدد العلاقات الاجتماعية بين البشر

3_ البيئة البيولوجية تشمل الكائنات الحية من الإنسان والنبات والحيوان

مشيرةً إلى التلوث البيئي “هو مشكلة بيئية تهدد بإحداث تغيرات في التوازن الطبيعي، مهددةً حياة الكائنات القاطنة فيها، وهذه المشكلة سببها الأساسي الإنسان وتصرفاته ضمن نطاق البيئة مثل قطع الأشجار المكثف وتحويل المزارع والغابات إلى مناطق سكنية ومعامل”.

ملفتةً الانتباه إلى ملوثات البيئة قائلة: يتم تلويث الهواء من الغازات المنبعثة من مصانع السيارات والدخان، أيضاً عن طريق استخدام المبيدات والأسمدة وإلقاء النفايات وتلويث المياه والبحار وموت الأسماك وكما نلاحظ تم انقراض بعض الحيوانات عن طريق تلويث البيئة المحيطة بها وهذا يؤدي إلى الإخلال في التوازن البيئي”.

استمرت بالحديث عن البيئة وعن فوائد الأشجار: تعرف الأشجار بأنها نوع من أنواع الكائنات الحية وللأشجار دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن البيئي حيث أنها تعمل كمصدات للرياح وجذورها تفيد في تماسك التربة وأيضاً الأشجار لها فوائد اقتصادية مثل البناء والإعمار وأيضاً صناعة أنواع من الأدوية؛ كما أنّ للأشجار دور في منح راحة نفسية للإنسان. كما ويعتمد مصير الإنسان على عيشه في البيئة الصحية والسليمة بعيدة عن التلوث الذي سبب الأمراض المختلفة”.

لتختتم الجلسة الحوارية بالتأكيد على عدة نقاط من أجل الحد من مشكلة التلوث وحمايتها والأمور الممكن فعلها، وكانت من أبرز النقاط مايلي:عدم إلقاء النفايات والمواد السامة على الأرض والأنهار، وإعادة تدويرها بدلاً من التخلص منها، استخدام المواد العضوية لتغذية التربة والتحسين من نوعيتها، الإدارة الحكيمة للمراعي وعدم الإفراط في استخدامها برعي مكثف، واستخدام المواد العضوية لتغذية التربة، وحماية حقوق الحيوان وخاصة المهددة بالانقراض”.

JINHAGENCY 

زر الذهاب إلى الأعلى