المكتبةمقابلة

12 ألف رسالة كتبت بيد نساء مكونات شمال وشرق سوريا للقائد

كتبتْ النساء في مناطق شمال وشرق سوريا، ما يزيد عن 12 ألف رسالة للقائد عبد الله أوجلان، يعبرن فيها عن مدى ارتباطهن بأفكاره وبخاصة المتعلقة بتحرر المرأة ويسلطن الضوء على ضرورة تصعيد النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان.

عانتْ المرأة عبر العصور، من الظلم والاضطهاد بسبب هيمنة الذهنية الذكورية التي طغت على أفكارها وجعلتها آلة للإنجاب. فكلما حاولت المرأة الانتفاضة في وجه هذه الذهنية والعادات والتقاليد هيمنتْ السلطة الذكورية عليها.

في حين لم تكن هناك أيةُ حركة أو فكر يناهض العنف ضد المرأة، ومورس بحق المرأة العنف واضْطُهِدَتْ وسُمِيتْ بالضلع القاصر. لكن القائد عبد الله أوجلان أوضح بأنّ المرأة هي أساس المجتمعات وتحرر المجتمع يكمن بتحرر المرأة؛ ليؤكد القائد عبد الله أوجلان على هذه القضية في كل مرافعة وكل تحليل وكل جلسة.

كما أنّ القائد عبد الله أوجلان سعى دائماً لتحقيق حرية المرأة لذا ومع ظهور حركة التحرر الكردية أصبح للمرأة النصيب الوافر من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان؛ حيث أنّ القائد عبد الله أوجلان ومع بقائه في الأراضي السورية درّب المئات من الشابات والنساء والأمهات وذلك في مخيمات التدريب ومنحَهْنَّ القوة والإرادة لكي تتحرر المرأة المضطهدة.

القائد عبد الله أوجلان حلّل وضع المرأة كثيراً ولفت الانتباه إلى وضعها في كل حيث، حيث أشار إلى شكل العلاقات ما بين المرأة والرجل، والمرأة والمجتمع. وأشار القائد إلى هذه القضية في كتابه “المرأة والعائلة”، في فقرة معنونة ب “أنا لستُ متردداً بشأن علاقات المرأة والرجل، ولكنني ضد الانحطاط في هذه العلاقات”، ليسرد القائد هنا شكل نضال المرأة للتحرر من هيمنة الرجل لأنّ المرأة كانت تنعتْ (بالشيطان)، فقال القائد عبد الله أوجلان: “نحنُ نناضل لأجل الشخصية الحرّة للمرأة بشكل لم تقم به أيةُ حركة أخرى وسنجعل من ذلك واقعاً ملموساً مهما لاقينا من صعوبات، ولكن ذلك لن يكون سهلاً كما يُفهم”. القائد يشير إلى نضال المرأة وعدم سهولة التخلص من آثار الذهنية السلطوية التي استمرت منذ أكثر من 5000عام.

ولأنّ القائد عبد الله أوجلان سعى لتدريب المرأة وإفساح المجال لهنَّ كي تتحررن من العبودية، وذلك من خلال الدورات التدريبية التي كانت تتلقاها المرأة على يد القائد في مدارسه الفكريّة، إلّا أنّ الدول الإمبريالية قامتْ باعتقال القائد عبد الله أوجلان وفرض عزلة مشدّدة عليه ووضعه في حجرة انفرادية. أرادتْ  المرأة من تحطيم هذه العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان وتحقيق حريته الجسدية من خلال نقل أفكاره وفلسفته تدريب المجتمع وتنشئته على فكر القائد؛ لذا سارعْنَ النسوة إلى إطلاق حملات كبيرة للتنديد بالعزلة والمطالبة بحرية القائد. ومن ضمن الفعاليات التي تم إطلاقها حملة حان وقت الحرية بشقيها الأول والثاني تحت شعار “حان وقت الحرية”، وتضمنتْ تنوّعاً في الفعاليات ومن ضمن سلسلة الفعاليات التي قام بها مؤتمر ستار مؤخراً كتابة ما يقارب ال12 ألف رسالة للقائد عبد الله أوجلان، لتعبّر الأمهات والأطفال عن مشاعرهم تجاه القائد رغم تشكيك الأمهات بعدم إيصال هذه الرسائل للقائد لقرأتها بسبب السياسات الممارسة.

وكانت هذه الحملة قد بدأت في منتصف 2022 العام المنصرم، وكانت بالتنسيق بين حركة مؤتمر ستار، ولجنة شلير لحقوق الطفل.

تجاوز عدد الرسائل (12000؛ 4000رسالة كتبها الأطفال على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا بالتعاون بين لجنة شلير وهيئة التربية والتعليم).

المقاطعات

(مقاطعة قامشلو ونواحيها 544 رسالة، بدأت منذ بداية الشهر العاشر واستمرتْ حتى نهايته، مقاطعة الحسكة حيث بدأت في بداية الشهر السابع وانتهت الحملة في منتصف الشهر التاسع بإدلاء بيان عدد الرسائل 775 رسالة، مقاطعة الشهباء مع رسائل الأطفال 9000رسالة، وحلب كوباني ما يقارب ال1000رسالة).

الهدف من كتابة 12000رسالة

بعد الانتهاء من كتابة الرسائل تم جمع هذه الرسائل وقراءتها ليتم تدقيقها وطبعها بهدف جعلها كتاباً ونشره بين عامة الشعب ولتفاصيل أكثر حول ماهية الرسائل والهدف من كتابتها، تحدثتْ عضوة منسقية مؤتمر ستار، مقاطعة قامشلو، كلستان كلو، حيث استهلتْ حديثها بالإشارة إلى الحملات والفعاليات التي يقوم بها مؤتمر ستار على مستوى شمال وشرث سوريا؛ حيث قالت: “ما بين الفترة والأخرى نقوم نحن كحركة المرأة “مؤتمر ستار” بحملات من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية، وهذه الحملات التي نبدأها كلها تحت شعار “حان وقت حرية القائد آبو الجسدية”، وتكون على مستوى روجافا (غرب كردستان)، وخاصة مقاطعة قامشلو”.

العديد من الفعاليات من أجل حرية القائد

لتشير إلى الفعاليات التي يقوم بها مؤتمر ستار، مقاطعة قامشلو من أجل تحقيق حرية القائد آبو الجسدية، قائلة: “لقد قمنا بالكثير من الفعاليات على مستوى مقاطعة قامشلو، حيث عقدنا العديد من الكونفرانسات وتم النقاش حول المؤامرة الدولية وتحقيق حرية القائد الجسدية، كما قمنا بتوزيع كتب ومرافعات القائد، وعقدنا سلسلة الاجتماعات التوعوية.

ضمن هذه الفعاليات كانت حملة كتابة الرسائل للقائد عبد الله أوجلان؛ حملة كتابة الرسائل كانت بالتنسيق مع مؤتمر ستار ولجنة الأطفال شلير لحقوق الطفل، حيث قام النساء والأطفال بكتابة الرسائل للقائد.

544 رسالة في مقاطعة قامشلو

أضافتْ كلستان كلو، بأنّه تم كتابة 544 رسالة في مقاطعة قامشلو، وأكثر من 12000رسالة على مستوى شمال وشرق سوريا. مبيّنةً أنّ الرسائل كُتِبَتْ باللغتين العربية والكردية.
أردفتْ بالحديث عن القائد عبد الله أوجلان وأنّه ليس قائد للشعب الكردي فقط؛ إنّما هو قائد أممي، حيث قالت: “يظهر جليّاً بأنّ القائد عبد الله أوجلان ليس قائد للشعب الكردي فقط؛ إنّما هو قائد أممي، فالقائد كشعاع وانبثاق للنساء (الكرد، العرب، السريان). لذا كل النساء عبّرت عن أحاسيسها عبر هذه الرسائل باللغة، المرأة الكردية تحدثتْ مع القائد باللغة الكردية؛ أما المرأة العربية تحدثتْ إلى القائد باللغة العربية. بالنسبة للأطفال سردوا أحاسيسهم باللغة التي فضّلوا الكتابة بها.

عن جمع هذه الرسائل وطباعتها ليتم تنقيحها وتنضيدها في كتاب قالت: “لقد قمنا بجمع هذه الرسائل كلها، وتسليمها إلى الجهات المعنية، بعد قراءة كل الرسائل وتنقيحها ليتم جمعها في كتاب، لتبقى الكثير من الرسائل على الشكل الذي تمت الكتابة به”.

في سياق حديثها تطرقتْ إلى مضمون الرسائل وما عبّرت عنه الأمهات والأطفال وقالت: “هكذا عبّرتْ النساء والأطفال عن مشاعرهم حيث أرادوا رؤية القائد بينهم، القائد بالنسبة إليهم حياة جديدة نور وضياء، حرية. لتستمر بالقول: القائد بالنسبة لأطفال المنقطة والأطفال الذي يتلقون تعليمهم على أساس حر قائد الحرية، لذا يتمنون رؤية القائد بينهم قريباً.

وأسهبتْ في الحديث عن مشاعر الأمهات اللاتي تلقينا بالقائد عبد الله أوجلان وتدرّبن على مبادئ القائد الحرّة. لتقول: كتابة الرسائل هو أيضاً يندرج في إطار فعالية من الفعاليات التي نطالب من خلالها الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، لكي نصل صوتنا ووجودنا إلى القوى التي تقوم باعتقال القائد في جزيرة إمرالي وتشديد العزلة. ولنصل صوتنا إلى المؤسسات الدولية والمؤسسات التي تعمل من أجل حقوق الإنسان.

لتختتم كلستان كلو، عضوة منسقية مؤتمر ستار، مقاطعة قامشلو، حديثها بانتقاد الصمت الدولي وحملة الإبادة بحق الشعوب والمنطقة بقولها: “كفى لمجازر الإبادة بحق الأطفال والشعوب والنساء في المنطقة وأوضحتْ أنّ سياسة العزلة هذه هي من أجل إبعاد الشعب والمجتمع عن القائد وأفكاره التحررية، لتقول في النهاية كل فعالياتنا هي من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

أما عضوة مؤتمر ستار، آفين إبراهيم، تحدثتْ عن آلية جمع الرسائل التي كُتِبَتْ من أجل القائد عبد الله أوجلان من قبل النساء والأطفال معبرين عن مشاعرهم وأحاسيسهم للقائد. حيث قالت: لقد وصلنا ما يقارب ال12ألف رسالة خطية كُتِبَتْ على مستوى على شمال وشرق سوريا.

لتبيّن أسباب كتابة هذه الرسائل وجمعها، قائلة: إنّ الهدف من كتابة هذه الرسائل هي للتعبير عن مشاعر الأمهات والأطفال للقائد وطلب فك العزلة عن، ونحن بدورنا نقوم بتنقيح هذه الرسائل كي نجمعها في كتابة واحد ولكي تصل إلى كل المناطق ويقرأها الكبار والصغار.

لتتمنى في النهاية بكسر العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان والعيش بين مكونات المنطقة بحرية.

آفين إبراهيم قرأت رسالة لفتت انتباهها، وكُتِبَتْ بيد طفل عفريني مهجّر، وجاء في الرسالة ما يلي: قائدي في البداية نرسل لك تحياتنا ونتمنى أن تكون بخير، لقد هُجِرنا من عفرين التي احتلها الدولة التركية ومرتزقتها ونكمل تعليمنا في منطقة الشهباء. نتمنى أن نعود إلى موطن الزيتون عفرين. نعاهدكَ قائدنا بأن نكون من الأوائل في دراستنا.

“بفضل فكرك أصبح لوجودنا معنى في هذه الحياة”

كتبت وحيدة عبد القادر حمو، في رسالتها الموجّهة إلى القائد عبد الله أوجلان “حرية القائد آبو حرية المرة، المرأة الحرة تصنع المجتمع الحر” ولتكمل “تحول نضال المرأة نحو تحرير القائد من سجنه، لا حرية بدون القائد”.

وأضافتْ “تعرّفتْ النسا على ذاتها بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وأصبح فكر وفلسفة القائد هدية لجميع النساء في العالم، حيث وقعت أقنعتهم المتعددة على الأرض. لترى بأنّ فكر القائد قد خلق حرية المرأة وأرسى الأساس النظري والفلسفي للحرية وقدم أكبر مساهمة خلال ثورتها على المبادئ التي طرحها القائد”.

لتعتبر بأنّ يوم تعرّف النساء على فكر القائد هو يوم الاستيقاظ من السبات العميق، وقالت: “بفضل فكرك اصبح لوجودنا معنى في هذه الحياة”

أما زينب خليل حسن، تمنّت في رسالتها، بتحرر القائد عبد الله أوجلان وخروجها من سجن جزيرة إمرالي الانفرادية.

الطالبة ثريا عبد الله، من قرية ديرصوان، التابعة لناحية شران، في مقاطعة عفرين كتبت رسالتها بإرسال التحية للقائد وقالت: لقد تعلمت من فلسفتك وفكرك ومبادئك الكثير، معبرةً عن سعادتها لأنّها تتدرب بفكر القائد. لتختتم رسالتها برؤية القائد قريباً”.

زر الذهاب إلى الأعلى