المكتبةلجنة الدبلوماسيةنشاطات

بدأ المنتدى الحواري بكلمته الافتتاحية ومحوره الأول بعنوان “الحقائق التاريخية”

بدأت أعمال المنتدى الحواري، المنعقد في مدينة الحسكة تحت شعار" بقوة وتضامن النساء سندحر سياسة التقسيم وإبادة لوزان بحق الشعوب.

انطلقت أعمال المندى الحواري بمشاركة 60 ممثلة وشخصية نسوية على مستوى شمال وشرق سوريا، و40 مشاركة عبر تطبيق الزوم على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

انطلق المنتدى بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وإلقاء الكلمة الافتتاحية من قبل عضوة منسقية مؤتمر ستار، شمال وشرق سوريا، شيراز أحمد.

بدأتها بالقول: “لا شك في أن كل الحيثيات الموجودة التي هي بمتناول الإنسان على الأخص، ناتجة عن عمليات التبادل والجدلية مع الوسط المحيط في محاولة لمعرفة ما يدور في فلك الحياة بالاستناد إلى تجارب حرضت الوعي الإدراكي الحي المقترن بالمخاطر وبعض النهايات المؤسفة للكف عما هو جديد من الواقع الموجود لتترسخ خطوات التكور التدريجي فتكتسب بذلك صفة التنوير التاريخي، التي مهدت لثقافات وحضارات أغنت العالم بأصولها ومعارفها، تعود لمجتمعات تتسم بالروابط الاجتماعية المتينة”.

لتضف على حديثها “على أن هذه المجموعات الاجتماعية يمكنها العيش معاً على أساس الاختلاف المتكون حول ثقافاتها وهوياتها الذاتية. الخاصة بها، كمان تستطيع تلك المجموعات الكشف عن طاقاتها الكامنة وتحويلها إلى حياة فعالة ونشيطة وهذا ما حدث في ميزوبوتاميا التي شهدت لاحقاً بمجازر وإبادات نتيجة التدخلات من الأطراف المعادية لإرادة المجتمعات والشعوب والثقافات الأصلية لإخراجها من كينونتها لتغدو مستعمرة لمصالحهم متبعين في ذلك أساليب بعيدة عن القيم الإنسانية والأخلاقية (الترعيب والترهيب) في إجحاف تام لحقوق الفرد والوطن”.

لتؤكد على ضرورة تسليط الضوء على الحقائق التاريخية التي غيّرت من سيرورة الحياة، حيث قالت: “على هذا الأساس لا بد لنا من تسليط الضوء على الحقائق التاريخية تصاعدياً من المجتمع الطبيعي إلى المجتمع الهرمي الدولتي حيث ولدت العبودية إلى المجتمع الإقطاعي والعبودية الناضجة إلى الرأسمالية والحداثوية”.

لتشر إلى المعاهدات التي أحيكت ضد الشعوب والهيمنة الناجمة عنها، كانت الاتفاقيات والمعاهدات والمؤامرات وغيرها هي حلقات الوصل التي تربط أصحاب المصالح والهيمنة ببعضها في وحدة للخصائص والهدف حيث كانت متصلة بحق الشعوب وعلى رأسها الشعب الكردي في معاهدة لوزان المشؤمة، وكانت أحد الأحداث المأساوية في القرن العشرين والتي تستمر إلى الآن والتي تميزت بسياسة التقسيم والإبادة والمجازر”.

فيما تابعت بالحديث عن دور المرأة في محاربة هذه السياسات والمقاومة المستمرة بالرغم من وجود هجمات شرسة على المنطقة، “انطلاقاً من مبدأ محاربة سياسة معاهدة لوزان والرد عليها، تتالت الانتفاضات والثورات ومشاريع تعمل على إفراغ المعاهدة ودحرها ومثال ذلك مشروع الأمة الديمقراطية الذي يعتمد مبدأ التعايش السلمي وأخوة الشعوب أساساً لها والذي تم ترسيخه في مناطق شمال وشرق سوريا، وشكّلت المرأة الركيزة الأساسية لهذا المشروع من خلال ثورتها التي نسجتها بالإرادة والتصميم والمقاومة بقيادة المرأة الكردية بانضمام المرأة العربية والأرمنية والسريانية وللآشورية والشركسية والتركمانية”.

لتؤكد في نهاية كلمتها شيراز حمو، عضوة منسقية مؤتمر ستار، شمال وشرق سوريا أنّ الثورة في شمال وشرق سوريا أصبحت محط أنظار العالم حيث قالت: “لقد أصبحت هذه الثورة محط أنظار العالم لامتلاكها مكتسبات مقومات تؤهلها أن تصبح ثورة التحول والتغيير في الشرق الأوسط والعالم بأسره”.

بعد ذلك حاضرتْ فرح صابر، الأكاديمية والأستاذة الجامعية في جامعة بغداد/ العراق، وعضو استشاري في عدد من المراكز البحثية والمؤسسات العلمية والثقافية، كذلك سكرتير تحرير/ عضو تحرير عدد من المجلات والنشرات العملية والثقافية، وناشطة في مجالات البيئة وحقوق المرأة والطفل، وكذلك حوار الثقافات والحضارات.

وكانت المحاضرة عن الحقائق التاريخية، والمجازر التي ارتكبت في منطقة الشرق الأوسط حيث قالت: “هناك تلامس كبير بين التاريخ والسياسية خصوصاً في الشرق الأوسط وما يحصل فيه من مناورات وحروب وسياسات لا يستطيع الانسان أن يفهمها، وأن المنظومة الحالية هي منظومة قائمة على أساس الإبادة”.

أضافت أنّ هذه السياسات هي التي كانت من الأسباب الرئيسية لارتكاب هذه المجازر، وبخاصة أن تاريخها يمتد من تاريخ الدولة العثمانية وتستمر هذه الممارسات حتى الوقت الراهن على شعوب المنطقة بكافة مكوناته. وبخاصة على أرض ميزوبوتاميا والسياسات والتناقضات المعاشة في المنطقة وخصّت بالذكر الدولة التركية التي كانت وما تزال الجزء الأكبر أو المركز الرئيس لكل هذه الصراعات، في كل هذه الأزمات والصراعات المعاشة في مناطقنا، لتطرح سؤالاً عن عدم وجود إمكانية حلول من أجل الأزمات الراهنة وبخاصة بعد مرور 80 عام على الوضع المتأزم”؟

وتطرقتْ بالمجمل إلى اتفاقية لوزان التي كانت استكمالاً لمعاهدة سيدا والتي بنيت على الإبادة العرقية، استندت في سياستها على نهج مصطفى أتاتورك، مبينة سياسة التهميش وجعل المجتمعات ضمن أهرامات وإنشاء تيارات”.

في إشارةٍ منها إلى الكمالية التي تنظر إلى كل الحركات والتنظيمات التي تناهض سياستها على أنها حركات انفصالية وكل من يدعمها مناصر لها، لتتحدث عن حرب الاستقلال والأفكار القومية التي زُرعت في المنطقة”.

وبعد ذلك أبدتْ المشاركات في المنتدى في القاعة وعبر تطبيق الزوم آرائهن حول اتفاقية لوزان التي مضى عليها 100 عام، مستنكرات هذه المعاهدة المشؤومة التي جاءت بالعواقب والكوارث على المجتمع وبخاصة على المكونات والأعراق والأقليات ومن ضمنها الشعب الكردي الذي كان له النصيب الوافر من هذه الانتهاكات والمجازر.

وأشدن بدور ثورة المرأة التي انطلقت منذ عام 2012 في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث أصبحت المنار ومصدر الإلهام لكافة النساء في منطقة الشرق الأوسط، حيث تطورت الثورة بشعار “المرأة، الحياة، الحرية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى