المكتبةلجنة الدبلوماسيةنشاطات

“القوميات، الحضارات، واللغات واجهت لوزان بسبب فكر الإبادة”

ركز المحوران الثاني والثالث من المنتدى الحواري للشرق الأوسط حول معاهدة لوزان، على التدخلات الأجنبية على منطقة الشرق الأوسط ونظام إبادة الشعوب والتأكيد على إنهاء لوزان وعدم السماح للوزان جديد وذلك بنضال المرأة الدؤوب في قرن المرأة.

يستمر المنتدى الحواري المنظم على مستوى الشرق الأوسط لمناقشة تبعيات معاهدة لوزان على الشرق الأوسط بإلقاء محاضرتين تحملان العناوين التالية: المحور الثاني: عنوان محاضرته التدخلات الأجنبية بعد عام 1850، على جغرافية الشرق الأوسط، وألقتها الأستاذة سحر عبد الرحمن مدير تحرير صحيفة الأهرام مصر، والمحاضرة الثالثة؛ ضمن المحور الثالث تحت عنوان نظام الإبادة في ميزوبوتاميا، ألقتها الأستاذة ليلى لطي، الباحثة في حضارات الشرق القديمة واللغة السريانية.

الأستاذة سحر حاضرت خلال المحور الثاني تأثير تواجد الدولة العثمانية في مصر على مدار القرون الأربعة وفي أغلب الدول العربية والذي أثار جدل كبير بين المؤرخين والسؤال هل كان التواجد العثماني هو غزو للدول العربية وخاصة مصر وأم أنه مشروع خلافة كما يدعي حتى الآن من قبل السياسيين وأردوغان”.

لتتابع بالحديث عن آراء المؤرخين قائلة: “أغلبية المؤرخين كان لهم رأي بالإجماع أنه غزو ليس بخلافة أو مسمى آخر كمستعمرين على البلاد العربية على مدار الأربعة قرون، استهدف الكثير من المكونات والشعوب العربية، ومازال لها تأثير من التخلف والتحفظ والكثير من الأمور التي لا تزال تعاني منها هذه الدول، والضعف والتخلف والممارسات والتعذيب والإبادة التي تمارس عليهم.

وأن هذا الغزو يصنف بالاستعمار الصعب والقبيح بالنسبة للشعوب، مبينة بأنّ السلطان العثماني في عهده كان هناك أسلوب التبعية لآستانة وليس لديه أي من مظاهر النهضة والحضارة كما يدعي بعضهم، ومع من يتعاطف بشكل كبير مع تواجد الدولة العثمانية في الدول”.

تطرقت أيضاً إلى وجود الدولة العثمانية في مصر وقالت: “إن وجوده في مصر من قبل كل ما يخص المرأة وتم التعامل معها بشكل غير إنساني وكان ينظر إليها نظرة دونية بعيدة عن الإنسانية، وخضعت مصر للدولة العثمانية بين عامي ١٥١٧ / ١٨٦٧ وفي نفس الفترة كان الاحتلال الفرنسي أيضاً بين عامي ١٧٩٨ و١٨٠١.

النساء سيطرت على مقاليد الأمور بسبب الإسراف في تعدد الزوجات وحيازة الجواري وترتب عليه بزيادة اعدادهم وتواجدهم في البلاط العثماني، وعبروا عنها بشكل كبير ونراها الان في اعمال درامية وفنية تركية وتحدثت عن نظرة العثمانيين للنساء الدونية غير المقدرة للمرأة وحقوقها.

كما أنّه وخلال التواجد العثماني في مصر لم تتطور وتقدم شيء في جميع الدول العربية، وأن مصر تعاني حتى الآن من السياسة التركية.

أضافت “بعد ثورات الربيع العربي خلال الفترة الماضية، اعتقدت أن مصر عانت بشكل أكثر من الهيمنة والنفوذ التركي خاصة تعاونها مع الجماعات الراديكالية والمتطرفة التي اساءت لمصر وجميع الدول التي اجتاحتها بتمويل تركي واضح وصريح، ادخلت العلاقات المصرية والتركية في خندق عميق بشكل سلبي وغير مساعد”.

وتابعت “هناك جهد كبير يبذل بالنسبة وخاصة فيما تم  في الماضي بممارسات غير انسانية على  الشعب الكردي والنساء خاصة، وهناك جهد كبير من قبل من يؤمنون بهذه القضية وكل من عانى التواجد العثماني وممارساته، و اعتقد هناك تعاطف وتفهم كبير لكل ما مورس ضد الشعب الكردي وما يمارس ضده حتى الآن وأن مصر تفتح كلتا ذراعيها أمامهم،  وكل الاخوة والاخوات والتضامن والتنسيق من أجل إيصال الحقيقة والتعاون والإقرار في مصيرها والتمتع بحقوقها  بدون هيمنة واستعمار وسيطرة تحت مسميات مختلفة”.

لتتحدث عن تأثير الاستعمار على دول الجوار كل ما يحصل له تأثير على كافة الشعوب بشكل كبير، المعاناة التي تحدث في أغلبية الدول العربية ولابد أن نجد سبيل من أجل التعاون فيما بيننا والتعاطف والمساعدة والتعاون أمام الدولة التركية، في هذه الفترة وما يحدث في المناطق من صراعات ومشاكل وكل ذلك بسبب استمرار الدولة التركية في سياساتها”.

أشارت إلى محاولة خدع الدولة التركية لشعوب المنطقة وذلك من خلال استخدام المنصات الرقيمة والغزو الاستعماري على الشعب الكردي والعربي بشكل عام، ونوّهت إلى ضرورة الوقوف في وجه هذه الهجمات الاستعمارية”.

تطرقت سحر عبد الرحمن في نهاية حديثها إلى وضع المرأة وما تعانيه ضمن فئات المجتمع كافة فهي أكثر من يعاني في الدول وبين الشعوب، فهن اللواتي يعانين بشكل أكبر وتتحمل مسؤولية هذه الإبادات وأكدت بأنّ الشباب لهم دور مهم في ريادة المجتمع والوقوف في وجه هذه الممارسات الاستعمارية”.

المحور الثالث والذي كان بعنوان “نظام الإبادة في ميزوبوتاميا، تطرقت ليلى لطي، في البداية إلى مفهوم الإبادة الجماعية، حيث قالت: “مثلاً تخطى ضحايا الحرب العالمية الأولى ٢٠ مليون وأكثر من ٥٠ مليون ضحايا الحرب الثانية، وكل الدول التي شاركت في هذه الحربين حافظت على ثقافاتها ولغتها لتؤكد هنا بأنّ عدد الضحايا ليس نسبة ومعيار للإبادات.

لتبين بأن المكون السرياني هو من أكثر المكونات اليتي واجهت من أخطر المجازر الإبادية، حيث قالت: “بالرغم من عدد الضحايا بمقارنة مجزرتنا نكاد نكون الجماعة الوحيدة التي واجهت أخطر إبادة على وجه الأرض من خلال قمع الثقافة والأرض واللغة، كان الهدف منهم أن يتخلصوا من عدد كبير من الشعوب كالأرمن والسريان والكرد أيضاً، والهدف الأكبر كان التخلص من الأرمن ووجوده”.

مشيرةً إلى حقبة السلطان عبد الحميد “وأن في حقبة السلطان عبد الحميد في القرن التاسع عشر اباد حوالي ٢٠٠ الف مسيحي آنذاك، وكان اسلوبه في ابادة الشعوب بالبداية يعمل على القضاء على المفكرين والمثقفين لسهولة محو الثقافة والهوية، وترك الجاهلين والفقيرين، وكان السبب الرئيسي والأول للمجازر هو تتريك الأرض والشعب وتطوير الفكر القومي التركي ونشره بين العالم وأن تحتل اراضٍ لها وشعب خاص به”.

انهت المحاضرة بالقول: “اليوم نعاني من مجزرة جديدة من القرن الثالث وحتى الآن ونحن نتعرض للاضطهاد والقتل والتعذيب وخاصة اليوم نتعرض للاضطهاد العربي بفترات متفاوتة وتحول الكنائس إلى المساجد من عام ٦٤٢، وعلماً نحن المكونات الأساسية للشعوب الشرق الأوسط واشتد الاضطهاد من قبل العثمانيين يوماً بعد يوماً، ونذكر في عام ١٨٥٠ غزوة حلب وغزوة دمشق   ١٨٦٩. يا للأسف نجد اليوم في مناطق السريان في تركيا لن نجد الا عدد قليل منهم، ونعلم كم من الدول شهدت مثل هذه المجازر التي أثرت بشكل سلبي على ثقافات الشعوب حتى الوقت الحالي.

بعد الانتهاء من تقييم المحورين الثاني والثالث، أبدت المشاركات آرائهن بصدد المداخلات الخارجية على منطقة الشرق الأوسط ككل لاحتلالها وبخاصة من خلال استخدام الدولة التركية التي كانت معروفة بأسلوبها الاضطهادية والقمعي، وتعميق هذا الأسلوب كونه يساعد على محو الثقافات، في إشارةٍ إلى نظام الإبادة الممنهج منذ مئة عام وبخاصة بعد الربيع العربي الذي تحول إلى نوع من محو ثقافات وهويات الشعوب، فمجزرة سيفو وغيرها من المجازر بحق المكونات الأرمنية، السريانية، الإيزيدية مستمرة حتى هذا اليوم بأسلوب مغاير.

أكدت بعض المداخلات من شنكال والسليمانية على أنّ الدولة التركية وغيرها من الدول الاستعمارية استخدمت المرتزقة في نظام الإبادة حيث قامت بعمليات (القتل، التنكيل، الخطف، الأسر وفرض نظام حياتي جديد).

وأوضح هذا من خلال ما جرى في شنكال في عام 2014، وهجوم مرتزقة داعش على المنطقة ما بين سوريا والعراق من دون تدخل خارجي، بل اتبعت نظام الإبادة من أجل كسر إرادة الشعوب وعدم التطلع إلى الحقوق والحريات.

ركّزت إحدى المشاركات إلى دعم ومساندة الدولة التركية للمرتزقة واقتطاع الأراضي ليتم تأكيد القضاء على أي لوزان جديدة في المنطقة بإرادة المرأة وقوة الشبيبة.

وخلال مداخلة آسيا عبد الله، الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي قالت: “كانت القوى الكونية والعالمية والرأسمالية اتبعت أسلوب الهيمنة، وكانت هناك العشرات من الانتفاضات في وجه هذه القوى ولكنها جوبهت من قبلهم.

لتلفت الانتباه إلى قرن المرأة والذي بدأ بنضال المرأة والشعوب، وحماية كل القوميات والثقافات والتنوع الثقافي، وتقوية جبهة المرأة في وجه كل أنواع الظلم والاضطهاد، في كردستان منذ عام 1970 وبعد ومع ظهور حركة تحرر المرأة وبفكرها الحر وصلت إلى أعلى المستويات اليوم تحارب أمام كافة القوى الرأسمالية في كل المجالات، اليوم الآلاف من النساء يضحين في الساحات”.

أكدتْ بأن “اليوم وجود النساء على هذه الأرض هو ميراث المئات من النساء المضحيات، وقالت: “ليوم وبشعار “المرأة، الحياة، الحرية”، ومن دون هذا الشعار والحرية لا نقبل النضال، كل هذه المقاومات والإنجازات والمكتسبات بفضل ميراث النساء”.

أضافت “معرفة نضال المرأة مهم جداً، لذا يجب على المرأة أن تنظم نفسها في كل مكان وكل هذه المكتسبات بفضل مقاومة وحدات حماية المرأة في وجه أعتى تنظيم ووحدات حماية المرأة هن القوة ومصدر الإلهام لنا ككل، المرأة بكل روحها وجسدها تدافع عن الأرض والوطن؛ لذا من هذا المنتدى كل ما يتم الوصول إليه من مقررات وتوصيات هي توصيات هامة بالنسبة لنا وأن نعمل من أجل أي نوع من المعاهدات والاتفاقيات وأن نخط معاهدات بكدح وفكر المرأة وحماية مكتسبات ثورتنا”.

زر الذهاب إلى الأعلى