المكتبةبيانات و نشاطاتلجنة الدبلوماسية

تشكيل مرجعية نسائية وتطبيق الكونفدرالية النسائية على مستوى شرق الأوسط كان من أبرز توصيات المنتدى الحواري

اختتم المنتدى الحواري ببيان ختامي وجملة من التوصيات أبرزها " تشكيل مرجعية نسائية وتطبيق الكونفدرالية النسائية على مستوى شرق الأوسط"،" تحقيق الوحدة الوطنية الكردية وعقد المؤتمر الوطني الكردستاني لنساء الكرد ليصبح أرضية لتحالف كافة النساء وفضح السياسات التي ارتكبت عبر التاريخ".

انطلق المنتدى الحواري صباح اليوم في قاعة الاجتماعات لمجلس سوريا الديمقراطي، في حي العمران الكائن في مدينة الحسكة بمشاركة 60 شخصية نسوية من مكونات المنطقة والأحزاب السياسية، وانضمام 40 ناشطة عبر تطبيق الزوم، كما وتضمن المنتدى الحواري الذي كان تحت شعار” بقوة وتضامن النساء سندحر سياسة التقسيم وإبادة لوزان بحق الشعوب”، أربع محاور رئيسة وكلمة ترحيبية لعضوة منسقية مؤتمر ستار، شمال وشرق سوريا، شيراز حمو.

خلال المنتدى الحواري تم مناقشة العديد من القضايا والأمور المتعلقة بمعاهدة لوزان من ضمنها نظام الإبادة والتدخلات الخارجية والإشادة بدور ثورة روجافا التي عرفت بثورة المرأة.

وقد قرأت البيان الختامي سميرة العزيز، نائبة مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل.

وهذا نص البيان بالتفصيل:

“طالما كانت منطقة الشرق الأوسط، منطقة غنية جغرافياً ومتنوعة ثقافياً وقد ساهمت ديموغرافيتها المتعددة من حيث المكونات والأديان والثقافات في غنى المنطقة. سادت علاقات الصداقة التاريخية وحسن الجوار بين مختلف الشعوب على الدوام، و لا يزال إرثها داخل المجتمع واضحاً للعيان.

ولكن مع تدخل القوى الغربية المهيمنة تم ترسيم حدود الدول القومية الحالية. هذه الحدود التي تم ترسيمها لا تتوافق مع الواقع الجغرافي ولا التركيبة السكانية للمنطقة. حين تم تقسيم المنطقة التي نعيش فيها اليوم وتأسيس نظام الدولة القومية؛ لم يتم وضع آراء وإرادة شعوب هذه المنطقة في الاعتبار. مع الاتفاقيات المختلفة؛ ك سايكس- بيكو قبل مئة عام وبمعاهدة لوزان، تم ترسيم الحدود بين الشعوب وترسيخ النزعة العنصرية بينهم.

بسبب فكر أمة واحدة، لغة واحدة، ثقافة واحدة وعلم واحد، والتي هي خصائص الدول القومية، ارتكبت العديد من المجازر والإبادات الجماعية في منطقة ميزوبوتاميا، والتي نفذت معظمها من قبل الدولة العثمانية وبعدها الجمهورية التركية والدولة الفارسية والعربية. لقد تم تطبيق الثقافة العنصرية، ليس فقط من خلال الحدود غير المنطقية، بل أيضاً من خلال سياسات التجزئة والتقسيم وأصبحت شعوب كالكرد والإيزيديين والأرمن والسريان الاشوريين والشعوب المضطهدة ضحيةً لهذه السياسات؛ بهذه الطريقة تم تدمير الصداقات القديمة، وأصبحت القوميات والديانات المختلفة في مناطقنا الآن تنظر إلى بعضها البعض بعين الريبة والشك، ونتيجة لذلك، سمح انقسام شعوب الشرق الأوسط للقوى الأجنبية بتحقيق مصالحها.

نحن، كشعوب ميزوبوتاميا والشرق الأوسط بأسره، لا زلنا نعاني من سياسات الانقسام والتناقضات في المنطقة. جميع الدول القومية تعاني من عدم الاستقرار وتنشأ الصراعات بين القوى والشعوب والديانات المختلفة. لقد تم فرض نظام الدولة القومية على الشعوب بالإكراه، والذي لا يناسب طبيعتها التاريخية. هذه الحروب والصراعات في كل من لبنان، سوريا، أرمينيا، السودان، العراق، وتركيا وما إلى ذلك كانت ضحيتها النساء والأطفال. حيث حاولوا تحديد مصير شعوب المنطقة عن طريق هذه الاتفاقيات، لكن شعوب المنطقة لم ترضخ لذلك. فمنذ بداية الظلم والقمع الذي جلبه هذا الوضع، كان هناك دائماً انتفاضات ومقاومة ضد هذه الانظمة. وقد اتخذت نساء رياديات مكانها في النضال ضد التجزئة والإبادة الجماعية.

ناهضت ثورة المرأة في روج أفا كردستان وشمال شرق سوريا، سياسات التجزئة والانقسام بشكل علني وواضح، منذ بدايتها وطالبت بحياة وعيش مشترك وسلمي. وقد أبدت حركات المرأة المختلفة بتكاتفها على امكانية بناء علاقات حسن الجوار للشعوب في مناطقها. فالنساء من مختلف المكونات والأديان والثقافات، ينظمن أنفسهن بهويتهن ويعملن معاً في الوقت نفسه من أجل حرية المجتمع.

فكر الأمة الديمقراطية ونظام الكونفدرالية الديمقراطية هو الحل الأنسب للمنطقة برمتها لتعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمان وحرية، بثرواتها وثقافاتها وأديانها وكافة مكوناتها المتنوعة.

ونحن كنساء المنطقة وانطلاقاً من حقيقتنا التاريخية وقيادتنا للمرحلة يقع على عاتقنا إعادة بناء العلاقات الودية وحسن الجوار بين شعوب المنطقة في إطار الأمة الديمقراطية كنموذج للحل.

ويتطلب منا رفع وتيرة نضالنا ضد السياسات الناتجة عن الحداثة الرأسمالية والركائز الأيديولوجية للدولة القومية كالعنصرية، والتعصب الديني والتمييز الجنسي في سبيل بناء نظام ديمقراطي للشعوب.

من أبزر التوصيات:

  1. في ظل أزمة الهويات المستمرة، التي عمادها ممارسة الإبادة بمختلف أنواعها ونشر ثقافة الكراهية، يتطلب تعزيز دور المرأة في قيادة وريادة المجتمع واستعادة دورها الطبيعي. لكون المرأة لوحدها قادرة على التصدي عبر الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية والمجتمعية في وجه ممارسة الصهر والإبادة وحالة الاغتراب المفروضة.
  2. لمواجهة تداعيات اتفاقية لوزان. ولمنع تكرار اتفاقية لوزان أخرى بصيغ ومسميات جديدة في ظل المستجدات والتطورات ورسم سيناريوهات في إدارة المنطقة لمئوية قادمة، في ظل غياب متعمد لشعوب المنطقة يتطلب قراءة نقدية لتاريخ وحدة وتكامل بين شعوب المنطقة.
  3. لا يمكن تجاوز أزمة الهويات والإبادات وحالة الاغتراب إلا من خلال طرح مشاريع ديمقراطية متكاملة الأركان. وتجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي عمادها فلسفة الأمة الديمقراطية القائم على العيش المشترك وحرية المرأة جديرة بالاهتمام وتعميمها لمواجهة سياسات الإبادة والإنكار.
  4. ضرورة أخذ المرأة مكانها في كافة مراكز صنع القرار

5- تشكيل مرجعية نسائية وتطبيق الكونفدرالية النسائية على مستوى شرق الأوسط.

6- يستوجب حماية مكتسبات المرأة للتصدي لكافة السياسات التي تحاك ضد المرأة وجعل هذ المكتسبات إرثا لكافة النساء لينتشر شعار المرأة الحياة الحرية إلى أنحاء العالم.

7- تقوية الجبهة الداخلية للمرأة في كافة الميادين من ناحية الدفاع وآلية الحماية والتصدي لكافة السياسات التي تحاك على المنطقة.

8-الوقوف على فضح السياسات التي ارتكبت عبر التاريخ وعلى المجازر التي ارتكبت بحق الشعوب والحفاظ على الثقافات

9-تحقيق الوحدة الوطنية الكردية وعقد المؤتمر الوطني الكردستاني لنساء الكرد ليصبح أرضية لتحالف كافة النساء.

زر الذهاب إلى الأعلى