الأخبارمقابلة

“لجنة علاقات مؤتمر ستار توصل صوت ثورة المرأة إلى كل أنحاء العالم”

تعتمد لجنة العلاقات واتفاقات السياسة الديمقراطية في مؤتمر ستار على قوة المجتمع وتستمد قوتها من قوة المرأة الكبيرة.

روكن أحمد: بالتنظيم وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية أصبحتْ ثورتنا مصدر إلهام لكل نساء العالم

 بيّنتْ روكن أحمد، عضوة لجنة العلاقات واتفاقيات السياسة الديمقراطية لمؤتمر ستار، بأنّ مشروع الأمة الديمقراطية الذي طٌبِقَ على الأرض في مناطق شمال وشرق سوريا زاد من قوة النساء ليستمدْن القوة والإلهام منه.

تعتمد لجنة العلاقات واتفاقات السياسة الديمقراطية في مؤتمر ستار على قوة المجتمع وتستمد قوتها من قوة المرأة الكبيرة. من ناحية الحوار، فهي على اتصال بالعالم كله وتقوم بإيصال صوت ثورة المرأة إلى كل أنحاء العالم. حيث أصبحت ثورة المرأة مصدر إلهام لكل نساء العالم. تعمل لجنة العلاقات واتفاقات السياسة الديمقراطية جاهدة من أجل المرأة الكردية وتبذل جهود كبيرة في مجال الدبلوماسية والسياسة وتحارب جميع أشكال السلطة. وتلعب هذه اللجنة دوراً رئيسياً وواضحاً في الحوار. كما وسعت وجودها وتنظيمها في لبنان وإقليم جنوب كردستان وأوروبا. ولمعرفة اللجنة عن قرب تحدثت روكن أحمد.

استهلت روكن أحمد، عضوة لجنة العلاقات واتفاقيات السياسية الديمقراطية لمؤتمر ستار، في البداية بالحديث عن تأسيس اللجنة وقالت: “تأسستْ لجنتنا في العام 2016، وجاءت أهمية التأسيس من توسيع العمل على أساس الأمة الديمقراطية، وخاصة أنّ المنطقة كانت تمر بظروف صعبة جداً وتعمل الحركات بشكل سري ولم تتمكن حركة المرأة في غرب كردستان تأسيس لجانها لكن وبعد اندلاع ثورة ال19من تموز تمكّنتْ من توسيع عملها ومهامها ولجانها في كافة النواحي.

أوضحت أنّه من أبرز ما حقّقته الحركة في ظل الثورة هو “تأسيس لجنة العلاقات لأنّها أساس الأمة الديمقراطية وتجد الحلول لنساء كافة المكونات في المنطقة والأزمات العالقة في منطقة الشرق الأوسط”.
مشروع الأمة الديمقراطية بفكر حرية المرأة يضم كل النساء، بهذه المفردات أشادتْ روكن بدور وأهمية تطبيق مفهوم الأمة الديمقراطية في المنطقة، وتابعتْ “طُبِقَ هذا الشيء على أرض الواقع وكل النساء أستمدنَ القوة والإلهام من هذه الثورة”.

إكمالاً لتقييمها على تأسيس اللجنة قالت: “لذا كان من الضروري ومن أجل أخذ الدعم والتضامن وإعطائها كان لابد من تأسيس لجنة دبلوماسية تعمل على تعزيز العلاقات الداخلية والخارجية ونشر مكتسبات الثورة من طرف آخر، أصبح القرن الواحد والعشرين قرن نضال المرأة العالمي حيث أثرتْ ثورة روجافا ونضال المرأة الكردية على مدار 5عقود على مناطق العالم، واستمدت روجهلات كردستان القوة منها ليصبح شعار “Jin, Jiyan,Azdaî” شعاراً كونيّاً”.

أضافت “في البداية عرفت ثورة روجافا من الناحية العسكرية لكن التنظيمات النسائية وسّعتْ من نطاق العمل وتم التعريف بالعمل بشكل أوسع من خلال الوفود التي زارت المنطقة، كانت هناك العديد من المواضيع التي تلفت الانتباه لأنّ ثورتنا كانت “ثورة اجتماعية”، من ضمنها دار المرأة والقضايا التي تتابعها، قانون المرأة هو قانون مدني بالنقيض مع الأنظمة الحاكمة التي تراها قوانين تابعة للسلطة وتحطيم العادات والتقاليد التي كانت تلعب الدور البارز في ممارسة السلطة على المرأة وخاصة منطقة الشرق الأوسط”.

لتلفت الانتباه إلى لعب المرأة دورها في البرلمانات الديمقراطية حيث بيّنتْ بأنّ المرأة ضمن تلك البرلمانات لا يتجاوز نسبة عملها ووجودها فيه 15بالمئة، بالمقابل تلعب المرأة في مناطق الإدارة الذاتية وضمن نظام الأمة الديمقراطية الدور بنسبة 50 بالمئة، فهي تمثل هذا الدور في نموذج الرئاسة المشتركة، ضمن المجالس العامة والخاصة”.

ربيع الشعوب بدأ لكن لم يمنح المرأة حق المشاركة التام

أشارت إلى الربيع العربي أو ربيع الشعوب الذي بدأ من تونس وانتقل إلى معظم الدول العربية لتنتقد تقليص دور المرأة في الانتفاضات بسبب الذهنية الحاكمة، حيث قالت: “بدأ الربيع العربي وطال عدد من الدول العربية لكنه لم يمنح المرأة حق المشاركة التام، لذا عمدنا على توطيد العلاقات بشكل كبير مع النساء المثقفات، السياسيّات لدعمهن الكثير من الحركات والتنظيمات النسائية كانت تنتظر رأي نساء غرب كردستان ما الذي تقوله، دعم باقي المكونات والمناطق”.

نتفق على اتحاد النساء

ركّزتْ على نقطة مهمة ضمن حديثها، وهو اتحاد النساء. قالت: “داخلياً اتفاق النساء مهم جداً ففي الكثير من الأمور السياسيّة عندما تكون هناك تناقضات يمكن حلّها أما القضايا التي تتعلّق بالمرأة نتحد وهذه الإمكانية للاتحاد والاتفاق كانت غير ممكنة في عهد النظام السوري. وأكملت “اليوم في مناطق شمال وشرق سوريا هناك كم هائل من التنظيمات والحركات النسائية التي تعمل من أجل مواضيع مختلفة وهامة وتصل إلى نقطة مفادها تحرير المرأة إلى جانب تنظيم الفعاليات المشتركة للحد من الكثير من الظواهر التي تؤثر سلباً على المرأة؛ إضافةً إلى ذلك طرح الكثير من الأفكار السياسيّة والاجتماعية والدبلوماسية. من الناحية القوميّة خطتْ حركة المرأة خطوة هامة خلال انعقاد الكونفرانس الأول والثاني للمؤتمر القومي، ولانعقاد مثل هذه المؤتمرات والكونفرانسات وتمكين المرأة من كل النواحي والضغط على الأحزاب لكي تتمكّن المرأة من إبداء رأيها السياسي وإيجاد حلول للقضايا الكردية وتثبت وجودها وخاصة في موضوع الاتحاد والاتفاق الكردي”.

يتوزّع عملنا على قسمين

بيّنتْ بأنّ عمل اللجنة يتوزّع على قسمين، القسم الأول هو بناء علاقات مع التنظيمات النسائية والشعوب المحبة للحرية ونعمل لتحضير ملفات عن طريق لجنة العلاقات ومركز المعلومات وهو جزء مهم جداً لأنّ الدول الخارجية تعتمد بشكل أساسي على الملفات التي تم توثيقها بخاصة أنّ المنطقة التي نعيش فيها منطقة حروب ونزاعات لكن يتم تطبيق نموذج الإدارة الذاتية منذ 2013، وخاصة المناطق المحتلة التي تُرتكب فيها جرائم حرب.

إلى جانب ذلك لدينا ممثليات في كل من أوروبا، لبنان، باشور كردستان وتعتمد أيضاً هي في عملها على الملفات لفضح الممارسات والانتهاكات أمام الرأي العام العالمي من بينها “وضع الحرب، مخيمات اللجوء، معاناة المرأة في ظل الحروب، والأخطر من ذلك اتباع سياسة الإبادة الممنهجة”.

أوضحتْ روكن بأنّ مركز الأمم المتحدة يرد ولأول المرة على الرسائل والملفات التي يتم توثيقها في المنطقة بخاصة بعد استهداف القيادية جيان تولهلدان ورفيقاتها خلال ملتقى تم عقده بمناسبة مرور عقد على ثورة المرأة”.

علاقات الرفاقية وخدمة الشعوب من أولويات استراتيجيتنا

شددتْ روكن على ضرورة إقامة العلاقات على أساس استراتيجية الرفاقية، الصداقة والاستراتيجية التي تصب في خدمة الشعوب، على هذا قالت: “استراتيجيتنا بعيدة كل البعد عن استراتيجية الدول التي تعمل لخدمة مصالحها وتشكل عائق أمام الشعوب والنساء. استمرتْ “إنْ لم تكن علاقاتنا كنساء على مستوى العالم مبنيّة على أساس الرفاقية والتضامن والدعم لن نتمكن من النضال والقضاء على الذهنية الأبويّة والرأسمالية ففي الكثير من الأماكن قضيتنا واحدة “قتل النساء في كل مكان والتي تمارس ممنهج كما تطرقنا سابقاً بذهنية سلطويّة بحتة؛ لتذكر روكن الإعلامية شيرين بو عاقلة التي قتلت على يد الجيش الإسرائيلي في فلسطين لأنّها كانت تظهر الحقائق والانتهاكات”.

المرأة التي يعلو صوتها يكتمونه

أكدتْ “يتم استهداف كل امرأة يعلو صوتها لإظهار الحقائق، سواء أكانت تعمل في مجال الإعلام، السياسة، الثقافة والدبلوماسية وغيرها من المجالات. عدّدتْ أسماء التنظيمات النسائية العالمية “هناك عدد من التنظيمات التي تتعاون وتتضامن من أجل قضايا المرأة العالمية والكونية فهناك مسيرة المرأة العالمية على مستوى الشرق الأوسط، كونفرانس النساء القاعديّات، مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة المرأة، من أجل الأمن والسلام، تحالف ندى، مبادرة “نون” لحرية القائد عبد الله أوجلان”.

شرحتْ روكن عمل المرأة الكردية ضمن هذه التحالفات والمبادرات لتقول: “نحن كنساء كرديّات نقيّم مستوى نضالنا ونتحاور حول المواضيع المشتركة بيننا والأيام والمناسبات الخاصة بالمرأة كيوم الثامن من آذار، و25تشرين الثاني اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة من أجل تنظيم الفعاليات؛ إلى جانب ذلك كل امرأة تتقاسم معاناة نساء منطقتها لنستفيد من تجارب بعضنا بالإضافة إلى ذلك إيجاد الحلول المناسبة لكل قضية”.

تفعيل لجنة المرأة تحمي روجافا

أشارت روكن إلى تفعيل لجنة “المرأة تحمي روجافا”، “احتلت الدولة التركية ومرتزقتها في الشهر العاشر من عام 2019 مدينتي كري سبي وسري كانية، لتشهد المدن الأوروبية فعاليات كثيرة للتنديد بهذه الهجمات وعلى ذلك تم تشكيل لجنة “المرأة تحمي روجافا”، وضمّت العديد من اللجان. نوّهتْ بأنّه لا مصلحة لهذه اللجان مع روجافا لكن لأنّهم استمدوا القوة والإلهام من هذه الثورة أعربوا عن تضامنهم مع أهالي المنطقة”.

أردفتْ “تأثرتْ ثورة “الجدائل”، أو انتفاضة روجهلات كردستان وإيران التي بدأت بشعار “Jin,Jiyan,Azadî”، بثورة “المرأة”، لتحاول السلطات الإيرانية من استئصال الثورة بالشعار الذي بدأت به من جذوره هذا الشعار الذي تأتي حقيقته من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، الذي أهداها للمرأة الكردية الحرّة. لتشدد مرةً أخرى على ضرورة تضامن النساء مع بعضهنَّ البعض في الثورات وقالت بصدد ذلك: “من الضروري تضامن النساء مع بعضهنَّ البعض في الثورات التي تندلع وتطالب بتغيير الأنظمة والسلطات، لأنّ أي ثورة تبدأ ويطرأ التغيير يؤثر على مكونات وفئات المنطقة كلها. ففي وطن أو بلد ما إنْ حصل التغيير في مجال حقوق المرأة سيؤثر بشكل مباشر على نساء المنطقة كافة”.

الأمة الديمقراطية مشروع انفتاحي تحرّري

وعن المشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وتؤثر على المرأة بشكل خاص، قالت: “إنّ المشكلة الأكثر تأثيراً ووضوحاً في منطقة الشرق الأوسط هي “الدولة القوموية”، التي تعتمد على “الدين، المذهبن اللغة، العلم، اللسان الواحد”، بالإضافة إلى قضايا “الإبادة الثقافية، الدينيّة وغيرها من المناطق. لذا ولكي نتحرر من هذه المشاكل والقضايا والأزمات في منطقة الشرق الأوسط وتخنق الشعوب، يجب علينا تطبيق مشروع “الأمة الديمقراطية”، لأنّها تضم كل فئات ومكونات المجتمع بالإضافة إلى ذلك تلعب المرأة دورها ضمن المجتمع في كافة المجالات”.

لتتطرق روكن أحمد إلى تغيير اسم اللجنة في المؤتمرين الثامن والتاسع لمؤتمر ستار، لتقول: “تم تغيير اسم لجنة الدبلوماسية في المؤتمر الثامن لمؤتمر ستار، إلى لجنة “العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار”، لأنّه يتم شرح وفهم مصطلح “الدبلوماسية” بشكل خاطئ ويعتبر العمل به على أساس رسمي بين الدول لكن نحن نقيّم أعمالنا على المستوى التنظيمي، الاتفاقات والعلاقات. أما في المؤتمر التاسع تم اقتراح تعديل الاسم إلى لجنة “العلاقات واتفاقات السياسة الديمقراطية”. لتشرح ضرورة تعديل الاسم “هناك الكثير من النساء المهتمات بمواضيع تحرر المرأة ومناهضة العنف، لكن عندما يتم عقد المنتديات وورشات العمل ويتم التطرق إلى المواضيع السياسيّة ترفضنَ المشاركة وإبداء آرائهنَّ بسبب بعدهن عن حقيقة السياسة الممارسة على المرأة. ونحن نظرتنا مختلفة يجب على المرأة الانضمام إلى الأعمال السياسيّة والنقاش حول مستقبل المجتمع. لتؤكد ذلك بقول القائد عبد الله أوجلان “السياسة هي إدارة المجتمع ذاته بنفسه”.

زر الذهاب إلى الأعلى