لجنة الايكولوجيةمقابلة

لجنة أيكولوجيّة بنظرة نسوية ضمن تنظيم مؤتمر ستار

تم تفعيل لجنة الإيكولوجيا "البيئة" التابعة لمؤتمر ستار في المؤتمر الثامن ويشمل عملها كل الأحياء الموجودة والطبيعة التي تعرّضت للت\دمير بشكل خاص.

ريحان تمو: الثورة البيئية كانت واحدة من أهم الاحتياجات في عصر الرأسمالية

أكّدتْ ريحان تمو بأنّ”الثورة البيئية كانت واحدة من أهم الاحتياجات في عصر الرأسمالية، وهي واحدة من ركائز الأمة الديمقراطية يكون لكل فرد دور ونصيب فيها”.

يعتبر القائد عبد الله أوجلان أنّ “الأيكولوجيا موضوع أكثر معنى من الصناعوية، وهو موضوع اجتماعي إشكالي، وهي ليست قضية ابتكرها المجتمع، بل هي الابتكار الأخير لاحتكارات المدنية، لتدخل بهذا الشكل إلى أجندة التاريخ والعالم والمجتمع كقضية هي الأشمل على الإطلاق”، ليؤكد أيضاً على أنّ”هذا العلم هو أيديولوجي صرف ولربما تصبح قوة الحل المُثلى للطبيعة الاجتماعية برمتها، وليس للبيئة وحسب؛ واعتباره أحد العلوم الحديثة”. ولمعرفة ماهية عمل البيئة ضمن مناطق شمال وشرق سوريا وبخاصة ضمن الحركات والتنظيمات النسائية تحدثت، ريحان تمو، حول ذلك.

 “الإيكولوجيا إحدى أهم مخرجات المؤتمر ال8 لمؤتمر ستار”

ريحان تمو الناطقة باسم لجنة الإيكولوجي لمؤتمر ستار، قيّمت فعاليات وأعمال اللجنة، حيث قالت: “تأسست اللجنة بعد المؤتمر الثامن لمؤتمر ستار، وكانت إحدى مخرجات المؤتمر تأسيس لجنتنا ضمن هيكل مؤتمر ستار، لكي نتمكن بريادة المرأة، أفكارها وتضامنها، لعب دور هام ضمن المؤسسات واللجان الموجودة في الإدارة الذاتية التي تنتهج مبدأ الأمة الديمقراطية، بنفس الوقت بالتضحيات الجسام ضمن الثورة وإحراز الكثير من المكتسبات ولعب الدور الرئيسي والريادي في كافة الميادين العسكرية، الاجتماعية، السياسيّة، التدريبية والتعليمية، لأنّها كانت محرومة من دورها ضمن المجتمع”.

ثم أضافتْ إلى حديثها “القائد عبد الله أوجلان يركّز في مرافعاته وتحليلاته على ثلاث مبادئ أساسيّة، حرية المرأة، الأمة الديمقراطية، وبناء مجتمع إيكولوجي، ليكون عنصر أساسي في تطبيق هذا المبدأ لبناء مجتمعناً إيكولوجياً.

هناك العديد من الأعمال والنشاطات التي تقام من أجل بناء المجتمع الإيكولوحي في البلديات والهيئات المحلية وغيرها من المؤسسات لكن هذا العمل لم يكن عمل إيديولوجي صرف خالص لتوعية المجتمع، لذا نحن كحركة المرأة رأينا الضرورة الملحّة، وواجب بزيادة هذه اللجنة؛ فكما قدنَ النساء ولعبن الدور البارز من أجل إحلال السلام وتطبيق مبدأ ديمقراطي، بإمكاننا الريادة ولعب دور هام في المجال البيئي والإيكولوجي”.

أوضحتْ ريحان أنّه “عندما تم تأسيس اللجنة، أعيد النظر إلى التاريخ الذي كان يرى المرأة عبدة ويضطهدها بنفس الوقت وتدمير المعالم البيئية بسبب الذهنية الأبويّة السلطويّة باشرنا بتأسيس اللجنة على مستوى شمال وشرق سوريا وتنظيم هذه اللجنة على مبدأ حماية البيئة والتأثير على الدول الجوار وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من أزمات بيئية كبيرة وذلك من خلال توطيد العلاقات مع المنظمات البيئية والأحزاب الأخرى”.

انتقدت ريحان تمو الأزمات التي طالت بحق البيئة بسبب الذهنية التي مورست من قبل الأنظمة والدول الحاكمة وقالت بصدد ذلك: “عندما تتشكل أي لجنة يكون الهدف منه التوسّع في كل منطقة، لكن ولأنّنا نعاني الكثير من الأزمات بسبب الذهنية التي مورست علينا كشعوب في المنطقة وابتعدنا عن العادات والثقافات الأصلية ورسّختْ في عقولنا مبادئ جديدة، منها الابتعاد عن الإيكولوجيا وعدم معرفتها وحمايتها بالشكل المطلوب.

كل فرد يحافظ على البيئة يكون فرد طوعي في لجنتنا

ومن هذا المبدأ قمنا بتفعيل اللجنة في منطقة نسميها “منطقة نموذجية أو مقاطعة” لكي نبدأ أعمالنا وتصبح مثالاً لكل المناطق الأخرى. من مقاطعة قامشلو بدأنا بأعمالنا خلال هذين العامين منها “الحملات، المحاضرات، الفعاليات البيئيّة، إقامة علاقات صداقة مع البيئة”، بهدف إنشاء نموذج لتطبيقه على مستوى شمال وشرق سوريا وفي كل قسم ننظم أنفسنا ضمنه. مع ذلك اللجنة تعمل جاهدة لكي تتوسّع ضمن الكومينات والأحياء والمدن وبخاصة ضمن القرى؛ وزيادة عدد الأعضاء للعمل والتعرّف على اللجنة؛ عمل البيئة بحاجة إلى المحبة وإقامة علاقات صداقة معها لكي نتقرّب أكثر من بيئتنا ونفهمها ونحميها. كل فرد يحافظ على البيئة ويحميها يكون عضو لهذه اللجنة”.

زادتْ ريحان على حديثها “بدأ عمل اللجنة بشكل فعلي في بدايات عام 2021، وذلك بسبب الظروف التي كانت تمر بها المنطقة والهجمات المستمرة لدولة الاحتلال التركي، حاولنا التعرّف في البداية على الواقع المعاش في المنطقة ما هي مشاكلنا البيئية؟ من أين نبدأ عملنا؟ لكي نوازن كل هذه القضايا ونضع الحلول المناسبة لها. من خلال الاستماع إلى الآراء رأينا أن هناك الكثير من المشاكل التي تعانيها المنطقة وهي مشاكل مستمرة منذ سنين.

مرّت المنطقة بظروف حرب مدة عشرة أعوام وعانت الويلات، وآثار الحرب مازالت ظاهرة كما أنّ الحرب مستمرة حيث استخدام الأسلحة المتنوعة التي تضر بالبيئة، القتل والدمار، الهجرة، احتلال أجزاء من المنطقة كعفرين، سري كانية، وكري سبي وترسيخ هذا الاحتلال بشكل ممنهج في منطقة عفرين تدمير المعالم البيئية وقطع الأشجار إلى جانب حرب المياه على المنطقة منذ عامين بخاصة قطع مياه نهر الفرات”.

في إشارةْ منها إلى ما تسببتْ به الحروب بين أهالي المنطقة وانتشار الكثير من الأمراض كالسرطانات، التلوث الهوائي وغيرها من الأمراض والمسببات.

وتابعت: “كنساء حاولنا الوقوف والتصدي في وجه مثل هذه الأمراض وما إلى ذلك بالعودة إلى بيئة سليمة خالية من الأمراض، حيث أعلنا عن أولى حملتنا في آذار عام 2022 لتوعية الشعب رغم كافة الظروف. إن لم نقف في وجه هذه الكوارث الطبيعية والحروب لن نتمكن من بناء مجتمع سليم بالإضافة إلى ذلك تضعف مقومات المنطقة الحياتية؛ هذه الحملة تم الإعلان عنها بتضامن أكثر من 10 لجان ومؤسسة للحفاظ على البيئة تحت شعار “بريادة المرأة العودة للإيكولوجيا الاجتماعية”، أردنا من خلال الحملة وبقوة  وتضامن المؤسسات واللجان الموجودة فيها إتمام هذا العمل؛ حل القضايا العالقة لتسليط الضوء عليها وليتمكن المجتمع من حل هذه القضايا لأنّنا نشدد دائماً إن لم يكن للمجتمع رأي في معرفة تلك القضايا وحلها، بنفس الوقت معرفة الضرورة الماسة لثورة “القرى والزراعة”، للعودة إلى الزراعة، القرية والاهتمام بالطبيعة”.

أكّدت ريحان بأنّ “الحملة حققت الكثير من النجاحات بمشاركة لجنة التدريب، الجدائل الخضراء، لجنة الصحة ولجنة البيئة في البلديات والهيئة المحلية للبيئة. وقالت من المهم ربط الصحة بالبيئة لأنّهما يساعدان في بناء المجتمع السليم وقالت: هذا النجاح كان من خلال النضال المستمر والارتباط الوثيق بين اللجان والوقوف في وجه المصاعب”.

“علم البيئة أصبح أطروحة نتناولها بين المجتمع”

لتوضح بأنّ “لأول مرّة يتم النقاش حول علم الإيكولوجيا “البيئة” وطرحها بين فئات وشرائح المجتمع، ونشر التوعية البيئية لأنّ المجتمع بكامل فئاته ينظر إلى هذه القضايا والمشاكل على أنّها تخص جهة رسمية معينة لتبيّن ذلك عبر طرح مثال؛ على أنّ الأهالي ينظرون إلى موضوع تنظيف الشوارع عمل يخص البلديات. وأكملت بالقول: “لذا حاولنا خلال هذه الحملة المعلن عنها بالتعريف بهذا المفهوم والمصطلح أيديولوجياً بغية تحرير الفرد فكريّاً لنصل إلى مجتمع يدرك ما يدور حوله، ولهذا السبب اخترنا هذا الشعار”.

لتستمر بالقول: “من أجل إعادة إحياء الطبيعة بسبب تعرّضها للكوارث قمنا بزراعة الأشجار، ركّزنا خلال العام الأول على تكثيف المحاضرات حيث تم إعطاء أكثر من 200 محاضرة وزراعة ما يقارب ألفي شجرة، ربما كانت نسبة الزراعة قليلة وذلك من مبدأ عدد قليل من الأشجار اعتناء أكثر حيث تم توزيع زراعتها في “المشافي، الشوارع، الأحياء، المدن والحدائق التي تحتاج إلى زراعة الأشجار” كما أكدنا بقيام الأطفال لزراعة هذه الأشجار كي تترسخ هذه الثقافة فيما بين الأطفال وإحداث التغيير والتحويل”.

زادتْ على حديثها “في الفترة ما بين 14شباط حتى 4نيسان بدأنا بحملتنا بهدف ترسيخ هذا المفهوم ثقافياً بين الأهالي حيث تم الإعلان عن الحملة باسم منصة المرأة الإيكولوجية التي تم الإعلان عن تأسيسها بعد الاجتماع السنوي للجنتنا، الفارق في هذا العام عن العام السابق وجود أكثر من 13 لجنة ضمن منصة المرأة الإيكولوجية رغم معاناة المنطقة من الحروب في كردستان بشكل عام، استخدام الأسلحة الكيماوية، المسيّرات واستهداف النساء الرياديات وبخاصة خلال هذا العام كما أثر على التوازن البيئي ليختل ذاك التوازن. فمنطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها سوريا كانت تعرف بطبيعتها الخلاّبة والمساحات الخضراء؛ انطلاقاً من هذه الأسس اختلف شعار الحملة لهذا العام عن العام السابق فكان ” في مواجهة الأسلحة الكيماوية التي تسعى لجعل وطننا صحراء وموطناً للزلازل، سننشئ الغابات”، أعلنا عن حملتنا لزيادة المساحات الخضراء وبخاصة منطقة غرب كردستان (روجافا)، واستذكار الشهداء في كل أجزاء كردستان الذين استشهدوا جراء استخدام الدولة التركية للأسلحة الكيماوية”.

حملة عام 2023، دوى صداها

أكّدتْ بأنّ حملة عام 2023 دوى صداها، حيث قالت على ذلك: “اختلفت الحملة في هذا العام عن العام السابق فتم زراعة ما يزيد عن 5000شجرة ومن ضمنها أشجار الفاكهة لنؤكد بأنّ أرض المنطقة خصبة ويمكن زراعة كافة أنواع الأشجار فيها ونفي تلك النظرة المتداولة التي تقول بأنّها أرض تصلح لزراعة الحبوب والبقوليات أو أرض موسمية فكانت الحملة عبارة عن إجابة كافية لهذه النظرة بنفس الوقت الوقوف في وجه الهجمات بالفكر الإيديولوجي، افتتاح حدائق باسم الشهداء.

المحاضرات في هذا العام كانت تتمحور حول “البلاستيك وأضراره على البيئة”، “المرأة والشبيبة والطبيعة”، وتفعيل دورهم في المجتمع لحماية المجتمع كما كانت هناك الكثير من الفعاليات وإجراء التعديلات على بعض العادات وهذه الأنشطة تستمر في حملات وطرق أخرى”.

تطرقتْ ريحان تمو في سياق الحديث إلى يوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من حزيران وعن هذا اليوم أكملت بالقول: “يصادف يوم الخامس من حزيران من كل عام يوم البيئة العالمي، نحن كلجنة البيئة نلعب الدور الهام والرئيسي في هذا اليوم، خلال العام السابق عقدنا ندوات إلى جانب ذلك إلقاء عدد من المحاضرات كانت المواضيع الأساسية حول التعريف بالبيئة، ما هو النظام البيئي؟ بالإضافة إلى دور المرأة في حمايتها ولماذا تعرّضت البيئة إلى هذا المستوى من الخلل.

تعزيز دور المجتمع في حماية البيئة من أهم أهداف لجنة البيئة

لتشر إلى السبب الرئيسي لهذا الخلل الحاصل بالقول: “كان السبب الرئيسي لهذا الخلل والذي ازداد في الأعوام الأخير إبعاد المرأة عن البيئة وهذا ما يثبته القائد عبد الله أوجلان، أيضاً في مرافعاته، فالمرأة أكثر فرد يقيم علاقات الصداقة مع البيئة، أما هذا العام ومن خلال المنصة تم إعطاء بيان والقيام بحملات النظافة.

عبر هذه البيانات نهدف إلى تعزيز دور المجتمع في حماية البيئة وإلقاء المسؤولية على عاتقها لحل هذه المشاكل لأنّ يد واحدة لا تصفق فكل المجتمع مسؤول عن حماية البيئة”.

الثورة البيئية كانت واحدة من أهم الاحتياجات في عصر الرأسمالية

أردفتْ “مع قيام الثورة الصناعوية، وانتشار أفكار الحداثة الرأسمالية ومشاكلها تم قطع أواصر العلاقة بين الفرد والبيئة، تحجيم مفهوم مجتمع بيئي سليم، انتشرتْ الأمراض وزادتْ الكوارث من هذا المبدأ كانت هناك حاجة ماسة لقيام ثورة بيئية، ثورة القرية والزراعة لنتخلص من آثار وآلام الصناعوية ونقوي علاقاتنا مع البيئة ونكون أصدقاء بيئتنا ونتفهم لغة الأحياء والبيئة بشكل عام”.

لتشدد على ضرورة نضال المرأة بيوم البيئة العالمي بشكل خاص وكل الأوقات وحماية البيئة التي تعرّضت لكل أنواع الانتهاكات بسبب ممارسات الحداثة الرأسمالية التي أدتْ إلى أزمات كبيرة في المنطقة، أكدتْ “يجب أن يكون كل يوم، يوم بيئي، كل يوم، هو يوم النضال في وجه التخريبات والمشاكل، ونكون جزء هام بين كل الحركات العالمية التي تعمل على حماية البيئة ونكون قوة التغيير”.

مرةً أخرى شدّدتْ ريحان تمو، على ضرورة جعل كل يوم، يوم النضال من أجل البيئة وعودة المرٍأة إلى ما كانت عليه، بالإضافة إلى ضرورة رفع وتيرة النضال في وجه كل ما يضر بالبيئة لأنّ النضال البيئي لا ينفصل عن النضال في وجه الاستعمار”.

لتوصف بأنّ الخلل الحاصل في البيئة هو بمثابة ضربة كبيرة بحق المرأة التي كانت آلهة مجتمعها. لتختتم حديثها “بقوة وتضامن المرأة وبشعار “المرأة، الحياة، الحرية”، التصدي في وجه التجاوزات وحماية البيئة بدءً من الطفل وصولاً لكل فرد ضمن أفراد العائلة، لتؤكد أنّ النضال من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حر وأسرة ديمقراطية واجب، كما يجب أيضاً النضال من أجل بناء أسرة أيكولوجية وهذا النضال يتطلب الجهد من كل أفراد المجتمع”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى