بيريفان يونس :ميلاد القائد هو ميلاد جميع الشعوب التي تناضل من أجل الحرية
بيريفان يونس
ميلاد أيقونة الحرية
في الفصل الذي تتجدد فيه الطبيعة ، في بدايات الربيع الذي تزهر فيه مختلف أنواع الورود و تعبق رائحتها أرجاء المعمورة ، في نيسان الخير و العطاء تم ولادة فليسوف جديد من عمق رحم الطبيعة من ذلك المكان التاريخي المتجذر بأصوله الهورية ، كهوية تاريخية لولادة إنسان عظيم و هي ولادة المفكر و الفيلسوف القائد عبدالله أوجلان في ٤ نيسان عام ١٩٤٨ في قرية عمارة في مدينة أورفا في شمال كردستان .
الإنسان الذي وهب حياته لتحرير مجتمعه من خلال أفكاره و آرائه بعدم تقبله للنظام الذي كان مفروضاً على الشعوب تحت مسمى الدولتية التي كانت فيها الطبقية هي السائدة ، إضافةً إلى ذلك كانت الشعوب التي تعيش و لا زالت تعيش في كنف النظام الدولتي تعيش أقسى أنواع الاضطهاد بسلبها حريتها في التعبير عن الرأي و التحدث باللغة الأم أي حرمت من أبسط حقوقها .
وهكذا كانت شرارة انطلاقة الفكر و المعرفة ، كانت بداية دحر الظلم و القهر و الاستبداد ، كانت بداية بناء إرادة الإنسان الحرة للعيش بكرامة و حرية ، كانت بداية لتفكيك الطبقية التي بناها العقل الذكوري المتسلط و المهيمن .
فميلاد إنسان في الشرق الأوسط الذي كان منبعاً و مهداً للعلماء و الفلاسفة و كانت الحاضنة لتربية العباقرة ، ليس بالجديد و لكن فكرة تحرر المجتمع الذي يكمن فيي تحرر المرأة كانت الأجدر بأن يتم تسميته بالقائد و و الفيلسوف . لأنه و على مر العصور و الأزمنة كان يتم المطالبة بحقوق العمال و الشعوب و لكن لم يظهر قائد أو طليعي لشعبه يطالب بحق المرأة الطبيعي في الحياة بكرامة .
حق الحياة حقها الطبيعي الذي كان مسلوبأً منها ، فتعيش و كأنها الطبقة الثانية أو العبدة فقط لتنفيذ الأوامر و تلبية المتطلبات و الرغبات للطبقة الأولى التي هي الرجل .
ليس بالسهل لرجل أن يقتل الذهنية الذكورية المتسلطة بداخلها إنما قالها و حاول أن يفعلها و فعلها المفكر عبدالله أوجلان لذلك كان صاحب فكرة و مشروع حرية المرأة و كيفية تحريرها من القيود المقيدة بها تحت مسميات عديدة كالعادات و التقاليد و الأعراف و الشريعة المتعارف عليها في الشرق الأوسط.
فبظهور حزب العمال الكردستاني كان انضمام النساء إلى الحزب كان فاصلاً لقيام الحركات النسوية في كردستان للمطالبة بحقوقها و النضال من أجل تطبيقها على أرض الواقع و التي كانت ميراث و أساس لثورة روج افا كردستان حيث كانت المرأة هي الطليعية و السباقة لكسر قيود الظلم و الاضطهاد و بناء مجتمع أخلاقي و سياسي من خلال تحقيق المساواة بين المرأة و الرجل في جميع مناحي الحياة اعتماداً على مبدأ الرئاسة المشتركة .
لذلك كان و سيظل المفكر و الفيلسوف عبدالله أوجلان هو السباق و الطليعي لتحقيق التوازن المجتمعي و الطبيعي وميلاده ميلاد جميع الشعوب التي تناضل من أجل الحرية و العيش بكرامة .
مبارك و الف مبارك لنا و لجميع الشعوب المضطهدة و للقائد يوم الميلاد و يوم الحرية .
بيريفان يونس